ما هم عليه من الضلال وإزالة الشبهات التي أعانت على ضلالهم، لعلّ ذلك يكون سببًا في هدايتهم.
٢-القيام بواجب الدعوة إلى الله عملًا بقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلُوهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...﴾ . [سورة النحل، الآية: ١٢٥] .
ولعلّي أضيف سببًا ثالثًا وهو أنّ الأحداث السياسية التي عاصرها المؤلِّف والبيئة الاجتماعية المحيطة به كان لها دور أيضًا في تأليف هذا الكتاب كما سبق الحديث عنه.
٥- زمن تأليف الكتاب:
لم يذكر المؤلِّف زمن تأليف هذا الكتاب، إلاّ أنّه ذكر في نهاية المجلد الأوّل من المخطوطة أنّ الفراغ من نسخها كان يوم السبت الثالث من شهر صفر نم سنة سبع وثلاثين وستمائة من الهجرة النّبوّية الشريفة، وقد ظهر لي من مقدمة الكتاب أنه من أوّل مؤلَّفات المؤلِّف ﵀ في هذا العلم، ويؤكّد ذلك تصريح المؤلِّف في مقدمة مؤلَّفاته الأخرى (البيان الواضح) و(الرّدّ على النصارى) باقتباسه من كتابه (التخجيل) واختصار أبوابه فيهما.
٦- منهج المؤلِّف في الكتاب:
١- استدل المؤلِّف على كلّ باب في الكتاب بآيات من القرآن الكريم تكون له منهجًا ونبراسًا فيما يريد إثباته من القضايا أو نفيها.
٢- أنه لم يبدأ في تأليف هذا الكتاب حتّى قرأ التوراة والأناجيل وبقية أسفار العهد القديم والعهد الجديد قراءة متأنية متفحصة عدّة مرات، وكانت طريقته في النقل من تلك الأسفار أن منها ما نقله بنصه، منها ما أوجزه لركاكة نصّه، وقد كان استدلال المؤلِّف بهذه النصوص لإلزام اليهود والنصارى من باب
1 / 56