وقد تقدم بيان أن لقب (الجعفري) نسبة إلى جعفر الطيار رضي الله عنه١.
أما على المعنى الأخصّ لأهل السنة - الذي يراد به أهل السنة المحضة الخالصة من البدع، ويخرج به سائر أهل الأهواء والبدع كالخوارج والجهمية والمرجئة والأشاعرة وغيرهم، ويبين ذلك قول الإمام ابن تيمية: "فلفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاّ الرافضة، وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلاّ من يثبت الصفات لله تعالى، ويقول: إنّ القرآن غير مخلوق وإنّ الله يرى في الآخرة، ويثبت القدر، وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة"٢، - فعلى هذا المعنى فإنّ المؤلِّف - غفر الله لنا له - متأثر بمنهج الأشاعرة فيما يبدو لي من خلال كتابه (التخجيل) في بعض المسائل المحدودة التي أشار إليها وهي كالآتي:
١- إثباته سبع صفات لله عزوجل، وهي التي يسمّيها الأشاعرة صفات المعاني٣، ثم تأويله لصفات الاستواء، والنُّزُول، والوجه، والعين، واليد، والقدم٤.
٢- نفيه أن يكون لشيء من أفعال الله تعالى علّة مشتملة على حكمة تقتضي إيجاد الفعل أو عدمه٥، وهذا الأصل تسمّيه بعض كتب الأشاعرة بـ: (نفي الغرض عن الله) ويعتبرونه من لوازم التَنْزيه.
_________
١ وفي ذلك ردّ على الرافضة، فهذا رجل من آل عليّ وآل جعفر ومن بني هاشم يوالي أبا بكر وعمر وبقية الصحابة ويتبرأ ممن يعادونهم.
٢ منهاج السّنّة النّبويّة ٢/٢٢١.
٣ ر: ص: من الكتاب المحقَّق.
٤ ر: ص:
٥ ر: ص: من الكتاب المحقَّق.
1 / 39