122

وقد روي أيضا ذلك من غير هذه الطريق، عن عروة، عن عائشة، وعن عروة، عن زيد بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك كله يضعف، بل يجب سقوطه، وذلك أن عروة أنكر الوضوء من مس الذكر، ولما روى له مروان(1)، عن بسرة، لم يقبل حديثها، وغير جائز أن يكون حديث رواه عروة، عن عائشة، وعن زيد بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويرد ببسرة إذا روته، وينكر القول به، فهذا يدل على أنه غلط على عروة ووهم ، سيما ومذاكرة عروة لمروان كانت بعد موت عائشة، وزيد بن خالد بزمان.

والكلام في كل ما روي عن عروة في هذا الباب، فهو على نحو ما قلناه، فإنهم يروون ذلك عن عروة، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن عروة عن بسرة، على أنه قد طعن في إسناد كل واحد من هذه الأحاديث، إلا أنا اقتصرنا على الإشارة إلى هذا الوجه الواحد مما(2) روي عن عروة طلبا للإيجاز، وتجنبا للإطالة.

ورووه أيضا عن صدقة بن عبد الله، عن هشام بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصدقة هذا ضعيف عندهم، وكذلك هشام بن زيد ضعيف عندهم.

ورووه عن العلاء بن سليمان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والعلاء هذا عندهم ضعيف، والزهري عندنا في غاية السقوط، فقد روي أنه كان أحد حرس خشبة زيد بن علي عليه السلام حين صلب.

ورووه عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبي(3) موسى الخياط، عن أبي سعيد المقبري/60/، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويزيد هذا ضعيف عندهم غير مقبول، وأبو موسى الخياط مجهول، وجملة الأمر أن كل حديث رووه في هذا الباب هو ضعيف السند، أو مرسل، فيجب أن لا يحتجوا به.

فإن قيل: فأنتم تقبلون المراسيل، فيلزمكم قبولها.

Página 122