Tahkim Cuqul
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Géneros
ويقال لهم: ما تقولون في رجلين أحدهما مؤمن عبد الله مائة سنة والآخر كافر عبد الصنم مائة سنة، ثم ارتد المؤمن وآمن الكافر، من أحدث ذلك؟ وما الذي أراد القديم؟.
فإن قال: أراد القديم ارتداد المسلم وإيمان الكافر وخلق ذلك فيهما، وكره أن يبقى المؤمن على إيمانه وكره أن يبقى الكافر على كفره، وإنما وجد ذلك بخلقه وإرادته.
قلنا: فهو إذن أحسن نظرا لأعدائه منه لأوليائه وليس ذلك من صفة الحكيم.
ويقال لهم: أليس القديم سبحانه يريد من الكفار الشرك وعبادة الأصنام والشمس والنيران وكل كفر وضلال في الدنيا، ويريد قتل أنبيائه والمؤمنين، ويريد هدم الكعبة، وأراد من أبي جهل وأصحابه محاربة رسوله ببدر، ومن أبي سفيان وأصحابه قتل أصحاب النبي - صلى الله عليه - بأحد وكسر رباعيته، وأراد من الحجاج انتهاك الحرم، ومن يزيد قتل الحسين وأصحابه، وأراد من كل ظالم ظلم العباد وقتل الأنفس وأخذ الأموال.
فإن قالوا: بلى يريد ذلك.
قلنا: يكفي بهذا القول خزيا ونكالا.
ونقول: فأنتم تريدون جميع ذلك أم تكرهونه؟.
فإن قالوا: نريد ذلك كله فقد خرجوا من الدين، وإن قالوا: نكره ولا نريد.
قلنا: أفترغبون عن صفة وصفتم بها ربكم وتنزهون نفوسكم عنها ولا تنزهون ربكم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ونقول: لو وصف إنسان أحدكم بهذه الصفة أترضون أم لا؟.
فإن قالوا: نرضى، كابروا العقول، وإن قالوا: لا نرضى.
قلنا: فكيف تصفون ربكم بشيء لو وصفتم لم ترضوا ذلك لأنفسكم!!.
ويقال لهم: ما تقولون أيريد الله جميع القبائح وعبادة الأوثان وسب نفسه ووصفه بخلاف صفاته؟.
فإن قالوا: بلى، قلنا: فهو أهل لأن يكون كل ما أراد أوليس بأهل له؟.
فإن قالوا: أهل له.
Página 123