Tahkim Cuqul
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Géneros
ويقال لهم: أكله على العرش أم بعضه؟ أم هو على بعض العرش؟.
فإن قال: هو على بعض العرش بطل أصلهم أنه غير متناهي، وإن قالوا كله على العرش بعضوه وكل ذلك باطل.
ويقال: أيصح أن يوصف الله تعالى بأنه على حمار؟.
فإن قالوا: نعم، قلنا: فما الفرق بيننا وبينه، وإن قال: لا.
قلنا: أيقدر أن يقلب العرش حمارا؟.
فإن قالوا: نعم.
قلنا: فهو فعله، أليس كان على حمار، وحسبهم بهذا خزيا.
ويقال لهم: أليس قال تعالى: ?ليس كمثله شيء?[الشورى:11]، فكيف له مكان وجهة وذلك من صفات الأجسام؟!.
ويقال لهم: أليس من في الشرق يدعو ويرفع يديه، ومن في الغرب كذلك، فلا بد من: بلى.
قلنا: أهو في مكان أم لا؟.
فإن قالوا: بلى.
قلنا: فقد ناقضت حيث أثبته محتاجا إلى مكان وجهة.
قالوا: إذا كان قائما بنفسه وجب أن يكون في جهة.
قلنا: ولم؟.
قالوا: لأن في الشاهد كذلك.
قلنا: فوجب أن يكون جسما؛ لأن كل قائم بنفسه جسم، ويجب أن يجوز أن يصير إلى جهة أخرى، وإنما كان في الشاهد كذلك لكونه جسما.
قالوا: أين هو؟ خارج العالم أو في العالم؟.
قلنا: أين، سؤال عن المكان وليس لله مكان.
فإن قالوا: كل موجودين إذا لم يكن أحدهما بجنب الآخر كان بجهة منه كالشاهد.
قلنا: ولم وجب ذلك في الغائب؟ وبعد فإن في الشاهد الجواهر بجهة منه، والله تعالى ليس بجوهر ولا عرض فلذلك اختلفنا.
فإن قالوا: أليس الله تعالى قال: ?الرحمن على العرش استوى?[طه:5].
قلنا: معناه استولى، أي: هو قادر على خلق العرش، وإنما خص العرش لعظمه، كقوله: ?رب العرش العظيم?[التوبة:129].
فإن قالوا: قال تعالى: ?وهو القاهر فوق عباده?[الأنعام:18].
Página 93