106

ويقال لهم: ما معنى إضلاله للعبد؟.

فإن قالوا: بأن يخلق فيه الضلال والكفر والقدرة الموجبة.

قلنا: فما معنى التعذيب والحدود وهو كالملجأ ولا فعل له فيه.

ويقال لهم: أليس الضلال قبيحا؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فإذا دللنا على أنه تعالى لا يفعل القبيح يجب أن لا يضاف إليه.

ويقال لهم: أليس قال تعالى: ?وأضلهم السامري?[طه:85]، ?وأضل فرعون قومه?[طه:79]، فمن خلق الضلال؟.

فإن قالوا: الله.

قلنا: هذا يخالف نص الكتاب، وإن قالوا: فرعون والسامري تركوا أصلهم.

فإن قالوا: هما دعيا إلى الضلال.

قلنا: فمن خلق الدعاء؟.

فإن قالوا: الله.

قلنا: فإذا كان هو الخالق للدعاء فيهم وخالق الضلال فيمن دعوهم، فما تأثير الداعي والمدعو.

ويقال لهم: من خلق الضلال في الضال؟.

فإن قالوا: الله.

قلنا: فمن خلق الوسواس في إبليس؟.

فإن قالوا: الله.

قلنا: فهو أولى بأن يضاف الإضلال إليه من إبليس، فماذا أضيف إلى إبليس وهو الخالق للجميع.

ويقال: ما تقولون لمن هو ملئ الدنيا من الأبالسة ودعوه إلى الضلال ولم يخلق هو الضلال أكان ضالا؟.

فإن قالوا: لا.

قلنا: فلو لم يكن إبليس وخلق هو فيه الضلال أليس يكون ضالا؟.

فإن قالوا: بلى.

قلنا: فما تأثير إبليس فوجوده وعدمه سواء، وكذلك وجود الأنبياء وعدمهم سواء في الهداية، فذم إبليس لغو.

ويقال لهم: من أضل الكفار؟.

فإن قالوا: الله.

قلنا: أليس الإضلال اسم ذم؟.

فإن قالوا: نعم وصفوه بالذم، وإن قالوا: لا كابروا.

ويقال: كيف يجوز من الحكيم أن يضل ثم يعاقب لم ضللت.

Página 130