(النزول)
قيل: نزلت الآية في المنافقين، وذكر الأصم عن بعضهم أن علماء اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم لبعض يخص به: إنا لنعرف نعته، وإنه رسول الله، فلما رجعوا إلى أصحابهم، قالوا: إنا نستهزئ به، فأنزل الله تعالى يخادعون الله.
* * *
(المعنى)
ثم ذكر تعالى صفة المنافقين فقال: يخادعون الله قيل: يخادعون أولياءه، كقوله: (إن الذين يؤذون الله) أي أولياءه، عن الحسن، وقيل: يخادعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي علي، فأضاف خداعه إلى نفسه تعظيما له وتشريفا، وقيل: يعملون عمل المخادع، وإن كان الله لا يخادع، كما يقال للمرائي: ما أجهله، يخادع الله، وهو أعلم به من نفسه، قال الشاعر: سألتني عن أناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل يعني كأنه شرب، وقد تذكر المفاعلة، ويراد به الفعل من واحد، يقال: قاتله، وعافاه الله، وعاقبت اللص، قال الله تعالى: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين (21)
كذلك يخادعهم إنما هو من واحد، وقيل: معناه يخادعون الله على ظنهم، وذلك أنهم لما ظنوا أن خداعهم يفيد عند الله كما يفيد عند المؤمنين، كقوله: (وانظر إلى إلهك) يعني: على زعمك وظنك.
ومتى قيل: ما كان الغرض في خداعهم؟
Página 245