الناس والإنس والبشر نظائر، واختلفوا مما أخذ الناس؟ فقيل: من الحركة، يقال: ناس ينوس نوسا: إذا تحرك فسمي بذلك لحركته، ولذلك قال في تصغيره: نويس، ووزنه فعل، وقيل: أصله من الأنس، وهو أناس على فعال بضم الفاء، فحذفت الهمزة، فصار ناسا، وتصغيره أنيس، سمي به لأنه يستأنس به، وقيل: لأن آدم لما خلق آنسه بزوجته، فسمي إنسانا، وقيل: هو من الظهور، فسمي إنسانا وناسا لظهوره، وإدراك البصر إياه، فقال: (إني آنست نارا) وقيل: أخذ من النسيان، قال ابن عباس: لأنه نسي عهد الله، وقال الشاعر: وسميت إنسانا لأنك ناسي والناس: الجماعة من الحيوان المتميزة بالصور الإنسانية، واحدها إنسان، وأصل إنسان إنسيان، وكذلك يقال في تصغيره: أنيسيان، فيرد إلى الأصل، ثم حذفت الياء، ونقلت حوكته إلى السيق فصار إنسانا.
والقول والنطق والكلام نظائر، قال قولا، والكلام مقول.
والآخرة: القيامة، سمي آخرا لتأخره عن الدنيا، وقيل: لأنه آخر يوم ليس بعده ليلة.
* * *
(الإعراب)
يقال: لم جاز (من الناس) بالفتح؟ ولم يجز مثل ذلك في (عن)؟
قلنا: لأن (من) كره الكسر فيها لالتقاء الساكنين استثقالا لتوالي الكسرتين، فأما (عن) فأجريت على الأصل.
والباء في قوله: (وما هم بمؤمنين) مؤكدة للنفي.
ومتى قيل: لم وحد يقول، وجمع وما هم بمؤمنين؟
قلنا: لأن لفظها على التوحيد، ويحتمل لإيهامها أن تقع على الجمع، قال الفرزدق: تعال فإن عاهدتني لاتخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
Página 242