وتدل على وجوب الإنفاق؛ لذلك جعله شرطا في الفلاح، ولهذا قلنا: لا بد من
حمله على إنفاق واجب. وحد الرزق: ما له أن ينتفع به، وليس لأحد منعه.
قوله تعالى: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4)
* * *
(القراءة)
قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب لا يمدون حرفا بحرف، وهو أن يكون المد في كلمة، والهمزة في أخرى، نحو: ما أنزل إليك وأشباهها، وأما عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ونافع برواية ورش فإنهم يمدون ذلك، وورش أطولهم مدا، ثم حمزة، ثم عاصم برواية الأعشى، والباقون يمدون مدا وسطا من غير إفراط، فالمد للتحقيق، وحذفه للتخفيف. فأما السكتة بين المد والهمزة فعن حمزة، ووافقه عاصم والكسائي على اختلاف عنهما، والباقون بغير سكتة.
* * *
(اللغة)
ما: ههنا بمعنى الذي.
والإنزال: إفعال من النزول، وهو المصير إلى جهة السفل، وضده الصعود، أنزله إنزالا. وقبل: نقيض بعد، وهما في الزمان كخلف وأمام في المكان، وقبل لما مضى، وبعد لما يأتي.
والآخر: نقيض الأول، يقال: أخره تأخيرا، وحقيقة الأول: الموجود قبل، والآخر: الموجود بعد، وهما من صفته تعالى: الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، وسميت الآخرة بذلك، قيل: لتأخرها عن الدنيا، والدنيا لدنوها، وقيل: لدناءتها.
Página 229