ويقال: لم أوجب عداوة جبريل عداوة الله؟
قلنا: فيه أقوال: قيل: كان ينزل العذاب بأمره فمن عاداه بهذا السبب فهو في الحقيقة يعادي الله، وقيل: لأنه أنزل بالوحي على محمد بأمره تعالى، فإنكاره يوجب العداوة، وقيل: لأن عداوة جبريل كفر، والكافر عدو لله.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أن من عادى واحدا من الرسل والملائكة فقد عادى الله وجميع ملائكته ورسله، وأن المؤمن من آمن بالجميع، وقد طعن بعض الملحدة في هذا، وقال: كيف يجوز أن يقول عاقل: أنا عدو لجبريل؟
قلنا: الله تعالى إنما حكى ذلك عنهم لفرط جهلهم، وليس للجاهل والجهل غاية، ولا عجب في هذا ممن يعبد عجلا، ويقول لنبي: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، وفي الآية تسلية للرسول في أنهم إن كذبوا فلا غرو، فقد فعلوا مثل هذه الأفعال، وقالوا مثل هذه الأقوال.
قوله تعالى: (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون (99)
* * *
(اللغة)
الآية: العلامة التي فيها عبرة، وقيل: العلامة التي فيها أعجوبة.
البينة: الدلالة الفاصلة بين الحق والباطل حتى يزول الالتباس، يقال: بينه فتبين.
* * *
(الإعراب)
(قد) تدخل في الكلام للتأكيد، أو تقريب الماضي حتى المستقبل، تقول: قد جاء زيد، وجاءني زيد وقد عزم على. الخروج، أي عازما عليه.
Página 511