278

(الإعراب)

قيل: في قوله: لا تسفكون حذف (أن) الخفيفة التي تنصب الأفعال، ومع حذفها ليس إلا الرفع، وتقديره ألا تسفكوا، فلفظه لفظ الخبر، والمراد به الأمر.

* * *

(النزول)

قيل: نزلت الآية في بني قريظة والنضير، وكان بينهما السيف، وقيل: هو عام في اليهود وأسلافهم.

* * *

(المعنى)

الآية خطاب لبني إسرائيل، واقتصاص لما سبق من أسلافهم عطفا على ما تقدم من أخبارهم، ونقض مواثيقهم، قال تعالى: وإذ أخذنا ميثاقكم قيل: إنه خطاب لعلماء اليهود في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن أخذ الميثاق إنما يصح ممن يقرأ الكتاب، ويعلم ما فيه، وقيل: إنه خطاب لهم، وحكاية عن أسلافهم، وتقديره: وإذ أخذنا ميثاق آبائكم، وقيل: إنه خطاب للأسلاف، وتقريع للأخلاف الذين يقتدون بهم، ويجرون على طريقتهم، ومعنى أخذنا ميثاقكم أي أمرناكم، وأكدنا الأمر، وقبلتم، وأقررتم بلزومه، ووجوبه.

لا تسفكون دماءكم فيه أربعة أقوال: الأول: أنه محمول على حقيقته، وأنه منع لهم من سفك دمائهم.

الثاني: لا يقتل بعضكم بعضا، عن ابن عباس وقتادة وأبي علي.

والثالث: معناه لا يقتل فيقتل قودا فيصير كأنه قتل نفسه، وقيل: لا تتعرضوا للقتل، قال القاضي: والظاهر والحقيقة هو الأول.

ويقال: كيف يكلف ألا يقتل نفسه، وهو ملجأ إلى ذلك؟

Página 469