فحينئذ اختلفوا فقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وعاصم بكسر الهاء وضم الميم، وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم، ويعقوب بكسرها إذا كسر الهاء قبلها، وبضمها إذا ضم الهاء قبلها، فأما حمزة والكسائي فيضمانهما جميعا. فأما ميم الجمع فيضمها أبو جعفر وحفص وابن كثير كل القرآن نحو: (عليهم) و(إليهم) و(يريهم)، ونحوها، ونافع يخير بين السكون والضم، واختلفت الرواية عن الكسائي، والباقون بسكون الميم. فأما من ضم الهاء، فلأنه يردها إلى الأصل، لأنك تقول: أعطيتموه، فتردها إلى الأصل، ولأنه متى لم يكن قبلها ياء أو كسرة لم يجز إلا الضم، دل على أن الضم هو الأصل. ومن كسرها فلأجل الياء الساكنة. ومن كسر الهاء وجزم الميم، فإنه استثقل الضم مع مجاورة الياء الساكنة، والياء أخت الكسرة، والخروج من الضمة إلى الكسرة يثقل. ومن كسر الهاء وضم الميم فكسر لأجل الياء، وضم الميم على الأصل. ومن ألحق الواو فللإشباع.
* * *
(اللغة)
الإنعام والإحسان والإفضال نظائر، وبين الإنعام والإحسان فرق؛ لأنه يكون محسنا إلى نفسه، ولا يكون منعما إليه، وأصل النعمة هو اللين، والنعيم: الخفض والدعة، وهو لين العيش ورفاهيته، والنعمة: النفع الحسن الذي يقصد به المنعم الإحسان إلى المنعم عليه، والله منعم على المؤمن والكافر؛ ولذلك قال: (يغرفون نغمت الله) وأول نعمه على العبد خلقه إياه حيا لينفعه.
و (غير) يكون على ثلاثة أوجه: بمعنى سوى، وبمعنى الجحد، وبمعنى الاستثناء، وقيل: حقيقته ما صح أن يثنى مع المضاف إليه، كقولك : الرجل غير زيد فهما اثنان، فأما حد الغيرين، فقيل: ما يصح وجود أحدهما مع عدم الآخر، عن أبي القاسم، وقيل: كل مذكورين لا يدخل أحدهما تحت الآخر.
والغضب والسخط واحد، ونقيضهما الرضا، والغضب من الله تعالى قيل: إرادة العقوبة، وقيل: ذمه إياهم على فعلهم. والضلال: الهلاك، ونظيره الضياع، ونقيضه الهدى، وقيل للكافر ضال؛ لأنه هالك بكفره، ومنه: (إن المجرمين في ضلال وسعر (47).
* * *
(الإعراب)
(صراط): نصب لأنه بدل من الأولى.
Página 216