(الإعراب)
اختلفوا في موضع الكاف في (إياك) قال الأخفش: لا موضع لها، وهي كلمة واحدة؛ لأن المضمر لا يضاف إليه، لأن المضاف لا بد أن يكون نكرة، وإياك في غاية التعريف، وقال الخليل: موضع الكاف خفض، وروي عن العرب: (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب) قال ابن السراج: هذا شاذ في القياس، والقول ما قال الأخفش.
ومتى قيل: لم كررت إياك؟
قلنا: لأنها قامت مقام الكاف في نعبدك ونستعينك، وذكر إياك؛ لأنه أفصح وأفخم، ولو قيل: نعبدك لم يكن فيه إفصاح بالمعنى؛ لما فيه من التأكيد، كأنه قال: نعبدك، ولا نعبد غيرك.
ومتى قيل: لم قال: (مالك) على لفظ الغائب، و(نعبد) على لفظ المخاطب؟
قلنا: فيه إضمار، أي قولوا: إياك، وقيل: الإضمار عند قوله: (الحمد لله)
(وإياك). وقيل: من شأن العرب، أن تصرف من الغائب إلى الحاضر للتصرف كقوله: (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) قال لبيد: باتت تشكي إلي النفس مجهشة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا * * * (المعنى)
لما بين تعالى أنه مالك الدنيا والآخرة أمر بأن يعبد دون غيره، ويستعان به فى دون غيره، فقال: إياك نعبد أي نخضع لك، ونوجه العبادة إليك، وإياك نستعين أي نطلب المعونة منك على عبادتك.
ومتى قيل: ما الذي يجب على العبد أن يفعل حتى يصير فعله عبادة؟
Página 211