Disciplina en la Interpretación

Hakim Jushami d. 494 AH
138

ودليل أنه ليس من الملائكة وجوه: أولها: ما قدمنا من قوله: (كان من الجن).

وثانيها: أنه قال في صفة الملائكة من غير تخصيص: (لا يعصون الله ما أمرهم)

وثالثها: أن إبليس له نسل وذرية كالإنس بخلاف الملائكة، قال الله تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء).

ورابعها: أنه خلق من النار، وخلقوا من الريح، عن أبي علي، وقيل من النور، عن الحسن.

وخامسها: أن الله تعالى قال: (جاعل الملائكة رسلا) فعمهم بهذا الوصف، ورسل الله معصومون لا يعصون.

أبى امتنع عن السجود لآدم، وقيل: كره، وليس بالصحيح؛ لأنه ليس في اللغة.

واستكبر أي تعظم وتجبر، وأنف من السجود لآدم.

ومتى قيل: إذا لم يكن إبليس من الملائكة، فما الدليل على أنه أمر معهم بالسجود؟

قلنا: قوله تعالى: (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) ولأنه عاقبه على ترك السجود.

وكان من الكافرين، قال الحسن: هو أول كافر، ومعنى قولهم: كان من الكافرين كقولهم كان آدم من الإنس، وقال تعالى: (إلا إبليس كان من الجن)

ولم يكن جني قبله، وهو قول أبي علي، قال: معناه: صار من الكافرين، نحو قوله: (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) وقيل: كان قبله قوم كفروا من الجن، وقيل: كان في علم الله تعالى من الكافرين، وقيل: لما مر إبليس بآدم قبل ذلك أضمر إن أمر باتباعه ألا يتبعه فصار كافرا.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على أن الملائكة سجدوا لآدم كما أمروا به.

ومتى قيل: هل سجودهم له على أنه أفضل منهم؟

Página 329