Disciplina en la Interpretación

Hakim Jushami d. 494 AH
11

الجالب للباء في (بسم) فعل محذوف؛ لأن حروف الجر لا بد أن تتصل بفعل إما مذكور أو محذوف، ثم اختلفوا فقيل: ابدؤوا، وقيل: أبدأ، فعلى الأول محل الاسم نصب؛ لأنه مفعول، وعلى الثاني يحتمل وجهين: النصب، ويحتمل الرفع على تقدير ابتدائي باسم الله تعالى، فيكون خبر ابتدائي محذوفا.

ومتى قيل: لم حذف (أبدأ)؟

قلنا: لأن القارئ مبتدئ؟ فدلالة الحال والمشاهدة أغنت عن ذكره.

ومتى قيل: لم أسقطت الألف في بسم الله؟ ولم تسقط من (اقرأ باسم ربك)؟

قلنا: تخفيفا، ولكثرة الاستعمال.

ومتى قيل: لم كسرت. الباء؟

قلنا: قيل: ردا إلى الأصل عن المبرد، وقيل: فرقا بين ما يجر وهو حرف، وما يجر مما يجوز أن يكون اسما ككاف التشبيه.

ومتى قيل: بسم الله: أمر أو خبر؟

قلنا: إن قدرت المحذوف (ابدؤوا) فهو أمر، وإن قدرته (أبدأ) كان خبرا.

ومتى قيل: لم قال: بسم الله، ولم يقل بالله؟

قلنا: فرقا بين الاستعانة والقسم، وقيل: للفرق بين الاستعانة به وغيره، فأما من قال: الاسم هو المسمى فقد أخطأ، وقد قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى)

فأثبت أسامي، وأضافها إلي نفسه.

* * *

(النزول)

روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لم ينزل بسم الله الرحمن الرحيم على أحد قبلي إلا على سليمان وقيل: روي أنه في ابتداء ما أوحى الله إليه يكتب باسمك اللهم حتى نزل قوله تعالى: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فكتبها، عن ميمون بن مهران.

Página 202