ويقال: ما معنى من في قوله: من ثمرة؟
قلنا: قيل: زائدة، وقيل: للتبعيض؛ لأنهم رزقوا بعض الثمرات، وإذا صح المعنى لا يحكم بالزيادة.
ويقال: لم رفع أزواج؟
قلنا: فيه خلاف، قيل: يجوز بالابتداء، ويجوز ب لهم عن الزجاج، وقيل: بالابتداء، عن ابن السراج، وقيل: بالصفة، عن الكوفيين، وقيل: رفع على الغاية، قال تعالى: (لله الأمر من قبل ومن بعد)
* * *
(المعنى)
لما تقدم ذكر ما أعد للكافرين، عقبه بذكر ما أعد للمؤمنين، فقال تعالى: وبشر يعني أخبرهم بما يبشرهم الذين آمنوا صدقوا وعملوا الصالحات قيل: عملوا بالواجبات، وهي الأفعال الصالحة، وقيل: بالطاعات، وقيل: أخلصوا الأعمال، عن عثمان - رضي الله عنه، وقيل: أدوا الصلاة، عن علي (عليه السلام)، وقيل: التوبة، والأول الوجه؛ لاشتمالها على الجميع، أن لهم جنات.
يقال: هو خاص أو عام؟
قلنا: فيه خلاف، قيل: خاص؛ لأنه مشروط في التقدير لمن لم يحبط عمله؛ إذ المرتد من أهل الوعيد، عن أبي علي، وقيل: عام؛ لأن ذلك تمدح لا يطلق على من أحبط عمله، كما لا يطلق اسم مؤمن على كافر.
ومتى قيل: لم اشترط عمل الصالحات، ولم يشترط اجتناب الكبائر؟
قلنا: لأنه من الأعمال الصالحات، وقيل: لأن مع فعل الكبائر لا يعتد بعمل الصالحات.
Página 292