262

El Tahbir para aclarar los significados del Taysir

التحبير لإيضاح معاني التيسير

Investigador

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

Editorial

مَكتَبَةُ الرُّشد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

Géneros

وقد وهم في الحديث من زعم أنَّ ما ابتدعه الخلفاء الأربعة فهو سنة، ولذا قالوا: جماعة التراويح سنة؛ لأنه قد سنها عمر أحد الخلفاء، فهي داخلة تحت الحديث وهو غلط، فإن عمر ﵁ صرح بأنها بدعة (١) كما يأتي إن شاء الله في قيام رمضان. وأما قوله: "ونعمة البدعة" (٢) فهي دعوى منه، وإلا فما في البدع ما يمدح، ولو كان ما فعلوه سنة كسنته ﷺ لما خالفهم الصحابة، فإنهم خالفوا عمر في نهيه عن متعة الحج، فتمنعوا وخالف علي ﵇ عثمان في متعة القرآن، فأهلَّ بها، وقال: سنة رسول الله ﷺ. وبالجملة فلا يدعي أن ما سنوه كسنته ﷺ إلا جاهل، ولذا حذر بعد ذلك من محدثات الأمور فهو احتراز عن وهم أن للخلفاء سنة يشتغلون بها، بل كل ما خالف سنته ﷺ فهو من محدثات الأمور التي هي بدع وهي ضلالات، فلله در الكلام النبوي ما أشرفه وأوفاه وأسلمه عن الاشتباه. ويحتمل: أن يراد سنتهم سيرتهم في الرعية، وقسمتهم بالسوية، وتقيدهم للشريعة النبوية في كل مسألة ظاهرة وخفية.

(١) تقدم الرد على هذه الشبهة عند شرح وتحقيق الحديث رقم (٥٥/ ٣) من كتابنا هذا: الرد على الشبهة الثانية. (٢) قال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص ٢٧٥ - ٢٧٧) ط: "المعرفة": وهذه تسمية لغوية لا تسمية شرعية. قلت: لما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن قيام رمضان مشروع، والصلاة جماعة مشروعة وإنما ترك النبي ﷺ الحضور في الليلة الرابعة مخافة أن تفرض على المسلمين، فلما مات رسول الله ﷺ وانقطع الوحي أمن ما خاف منه رسول الله ﷺ لأن العلة تدور مع المعلول وجودًا وعدمًا، فبقيت السنة للجماعة لزوال العارض، وبهذا تعلم أن مفهوم البدعة لا ينطبق على فعل عمر ﵁.

1 / 262