[103] وأما الجهة التى من قبلها أدخل القدماء فى الوجود موجودا أزليا واحدا بالعدد من غير ان يقبل ضربا من ضروب التغير فجهتان احديهما انهم الفوا هذا الوجود الدورى قديما وذلك انهم ألفوا كون الواحد الحاضر فسادا لما قبله وكذلك فساد الفاسد منهما القوه كونا لما بعده فوجب ان يكون هذا التغير القديم عن محرك قديم ومتحرك قديم غير متغير فى جوهره وانما هو متغير فى المكان باجزائه أى يقرب من بعض الكائنات ويبعد فيكون ذلك سببا لفساد الفاسد منهما وكون الكائن وهذا الجرم السماوى هو الموجود الغير متغير الا فى الاين لا فى غير ذلك من ضروب التغير فهو سبب للحوادث من جهة أفعاله الحادثة وهو من جهة اتصال هذه الافعال له أعنى انه لا أول لها ولا آخر عن سبب لا أول له ولا آخر .
[104] والوجه الثانى الذى من قبله أدخلوا موجودا قديما ليس بجسم أصلا ولا ذى هيولى هو انهم وجدوا جميع أجناس الحركات ترتقى الى الحركة فى المكان ووجدوا الحركة فى المكان ترتقى الى متحرك من ذاته عن محرك اول غير متحرك أصلا لا بالذات ولا بالعرض والا وجدت محركات متحركات معا غير متناهية وذلك مستحيل فيلزم ان يكون هذا المحرك الاول أزليا والا لم يكن أولا .
Página 59