{ فمثله } الضمير عائد على الذي ينفق والصفوان الحجر الكبير الأملس. وتحريك فإنه بالفتح لغة. وقرىء به وهو شاذ في الأسماء بل فعلان بابه في المصادر والصفات والصلد الأملس: النقي من التراب. والوابل: المطر الشديد. ضرب الله تعالى لهذا المنافق المثل بصفوان عليه تراب يظنه الظان أرضا منبتة طيبة فإذا أصابه وابل من المطر أذهب عنه التراب فيبقى صلدا منكشفا واخلف ما ظنه الظان كذلك هذا المنافق يري الناس أن له أعمالا كما يرى التراب على هذا الصفوان، فإذا كان يوم القيامة اضمحلت وبطلت كما أذهب الوابل ما كان على الصفوان من التراب. والضمير في قوله: لا يقدرون، عائد على المخاطبين بقوله: لا تبطلوا. وفيه التفات أو على الذي من قوله: كالذي، مراعاة لمعنى الجمع إذ لا يراد به واحد فهو نظير: ذهب الله بنورهم، بعد قوله: كمثل الذي استوقد.
{ على شيء } أي على انتفاع بشيء مما أنفقوا وهو كسبهم عند حاجتهم إليه ولما ضرب المثل للمبطل صدقاته وشبهه بالمنافق ذكر مثل من يقصد بنفقته وجه الله فقال:
{ ومثل الذين } الآية وانتصب ابتغاء على أنه مفعول من أجله، وقابل وصف المنافق بالرياء بقوله:
{ ابتغآء مرضات الله } وقابل ابتغاء إيمانه بقوله: وتثبيتا من أنفسهم. والمراد توطين النفس على المحافظة على طاعة من يؤمن به وكان التمثيل في قوله:
{ كمثل جنة } بمحسوس متصور حتى يظهر للسامع تفاوت ما بين الضدين وقراءة الجمهور جنة وقرىء جنة. والربوة: أرض مرتفعة طيبة وتثلث واوها. ومن نظم الخليل بن أحمد رحمه الله:
ترفعت عن ندى الأعماق وانخفضت
عن المعاطش واستغنت لرياها
فمال بالخوخ والرمان أسفلها
واعتم بالنخل والزيتون أعلاها
{ أصابها وابل } وصفها بما تعلمه العرب وتشاهده كثيرا من انتفاع الربا بالوابل، إذ يقل: الماء الجاري في بلادهم. وقرىء بفتح الراء في ربوة وبضمها وقرىء برباوة على وزن كراهة. وبكسر الراء على وزن رسالة.
Página desconocida