Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigador
عبد الله محمود شحاته
Editorial
دار إحياء التراث
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ
Ubicación del editor
بيروت
لَيْسَ من اللَّه وإنما تقوله محمد- ﷺ من تلقاء نفسه نظيرها فِي براءة قوله- سُبْحَانَهُ-: وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ «١» وقَالَ- ﷿ فِي النحل: وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ «٢» أنَّكَ لن تَقُولُ إِلَّا ما قِيلَ لك. أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ [٢٠ أ] يعني يَقُولُ تريدون أن تسألوا محمدا أن يريكم ربكم جهرة كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ محمد يعني كَمَا قَالتْ بنو إِسْرَائِيل لموسى أرنا الله جهرة وَمَنْ يَتَبَدَّلِ يعني من يشتر الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ يعنى اليهود فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ- ١٠٨- يعني قَدْ أخطأ قصد طريق الهدى كقوله- سُبْحَانَهُ- فِي القصص: عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ «٣» يعني قصد الطريق وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وذلك أن نفرا من اليهود منهم فنحاص، وزيد بن قَيْس- بعد قتال أحد- دعوا حُذَيْفة، وعمارا إلى دينهم وقالوا لهما: إنكما لن تصيبا خيرًا للذي أصابهم يوم أحد من البلاء. وقالوا لهما «٤»: ديننا أفضل من دينكم ونحن أهدى منكم سبيلا. قَالَ لهم عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قَالُوا: شديد. قال عمار:
فإنى عاهدت ربي أن لا أكفر بمحمد أبدا، وَلا أتبع دينا غَيْر دينه فقالت اليهود: أما عمار فقد ضل، وصبأ عن الهدى، بعد إذ بصره اللَّه، فكيف أَنْت يا حُذَيْفة، ألا تبايعنا. قَالَ حُذَيْفة: اللَّه ربي ومُحَمَّد نبيي والقرآن إمامي أطيع ربي، وأقتدي برسولي، وأعمل بكتاب اللَّه ربي، حَتَّى يأتيني اليقين على الإسلام
(١) سورة التوبة: ٧٤.
(٢) سورة النحل: ١٠١.
(٣) سورة القصص: ٢٢. [.....]
(٤) فى أ: قالوا لهم.
1 / 130