Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Editor
عبد الله محمود شحاته
Editorial
دار إحياء التراث
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ
Ubicación del editor
بيروت
مغلظا لا تطيقوه، قوله- سبحانه-: وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ يعني عن الأشياء حين ينزل بها قرآنا تُبْدَ لَكُمْ تبين لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها يَقُولُ عفا اللَّه عن تِلْكَ الأشياء حين لم يوجبها عليكم وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ- ١٠١- يعني ذو تجاوز حين لا يعجل بالعقوبة، ثُمّ قَالَ- ﷿ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ يَقُولُ قَدْ سَأَلَ عن تِلْكَ الأشياء مِنْ قَبْلِكُمْ، يعني من بني إِسْرَائِيل فبينت لهم ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ- ١٠٢- وذلك أن بني إِسْرَائِيل سألوا المائدة قبل أن تنزل فَلَمَّا نزلت كفروا بها. فقالوا: ليست المائدة من اللَّه. وكانوا يسألون أنبياءهم عن أشياء فإذا أخبروهم بها تركوا قولهم وَلَم يصدقوهم فأصبحوا بتلك الأشياء كافرين.
قوله- سبحانه-: ما جَعَلَ اللَّهُ حراما مِنْ بَحِيرَةٍ لقولهم إن اللَّه أمرنا بها نزلت فِي مشركي العرب منهم قريش، وكنانة، عامر بن صَعْصَعَة، وبنو مدلج والحارث وعامر ابني عَبْد مناة، وخزاعة وثقيف، أمرهم بِذَلِك فِي الجاهلية عمرو بن ربيعة بن لحى [١٠٩ ب] بن قمعة بن خندف «١» الخُزَاعيّ،
فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: رَأَيْت عمرو بن رَبِيعَة الخُزَاعيّ رَجُلا قصيرا أشقر لَهُ وفرة يجر قصبه فِي النار يعني أمعاءه، وَهُوَ أول من سيب السائبة، واتخذ الوصيلة، وحمى الحامي، ونصب الأوثان حول الكعبة، وغير دين الحنيفية فأشبه الناس به أكثم بن لجون الخُزَاعيّ فَقَالَ أكثم: أيضرني شبهه يا رَسُول اللَّهِ؟
قَالَ: لا، أَنْت مؤمن وَهُوَ كافر. والبحيرة الناقة إذا ولدت خمسة أبطن فإذا كان الخامس سقيا وَهُوَ الذكر ذبحوه للآلهة فكان لحمه للرجال دون النّساء، وإن كان الخامس ربعة يعني أنثى شقوا أذنيها. فهي البحيرة، وكذلك من البقر لا يجز لها وبر وَلا يذكر اسم اللَّه عَلَيْهَا إن ركبت أَوْ حمل عَلَيْهَا ولبنها للرجال
(١) فى أ: خندف، ل: جندف.
1 / 509