وإني لأذكر في الوقت الذي كنت أجري فيه مجرى هذه الطبقة من المنجمين في زمان الحداثة أنه جاءني خادم لخمارويه بمولد هرون ابنه وسألني هل أطمع له في تقلد أعمال مصر وجميع ما يتقلده أبوه فتأملته فكانت كواكبه الثقال مغربة ساقطة عن الأوتاد والشمس ولم أر فيه ما يستدل به أهل طبقتي في ذلك العصر على رئاسة فلم أعجل بالقضاء ووقفت (¬55) لأن استثبت وأحضرت شيخا كان متقدما في صناعة أحكام النجوم يعرف بصلح بن الواليد التميمي فأريته المولد فقال لمن هو فقلت لهرون بن خمارويه فقال سيولي مكان ابيه ويقيم فيه قريبا من عشر سنين إلا أنه يكون كالمحجور عليه فسألتع عن العلة في ذلك من جهة التنجيم فدافعني حتى واليت بره وأجزلت حباءه. فقال لي طالعه العقرب وشمسه في السنبلة وهذه قصة مدخل جده أحمد بن طولون فولى هرون تسع سنين وأشهر ووجدنا الأمر في تقلده على ما أخبر به بعد وفاه صلح بمدة طويلة وعلى << هذا >> حكم نوبخت (¬56) للمنصور بأنه يتولى الخلافة وقد أضافه وهو على حال سبيه في أيام بني أمية وقد ذكرت خبره في غير هذه الرسالة.
<31> كلمة لج
Página 34