226

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Géneros

فوطئ النساء الحيض حرام بنص القرآن، فإن وطأها زوجها أثم ولزمته الكفارة، روي عن ابن عباس:

" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل جامع امرأته وهي حائض؛ قال: " إن كان دما غليظا فليتصدق بدينار؛ فإن كان صفرة فنصف دينار "

ولا بأس باستخدام الحائض وبمباشرة بدنها إذا كانت متزرة، والاستمتاع بما فوق الإزار.

قال مسروق: قلت لعائشة رضي الله عنها: ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ قالت: (كل شيء إلا الجماع).

" وروي أن عائشة رضي الله عنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعة في ثوب واحد، وأنها وثبت وثبة شديدة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك؟ لعلك نفست " يعني حضت؛ قالت: نعم، قال: " شدي عليك إزارك وعودي إلى مضجعك " ".

" عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بينما أنا مضطجعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة إذ حضت، فانسللت منها وأخذت ثياب حيضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنفست؟ " قلت: نعم، فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة ".

وعن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: [كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ونحن جنبان؛ وكنت أغسل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتكف في المسجد وأنا حائض؛ وكان يأمرني إذ كنت حائضا أن أتزر ثم يباشرني].

وسئلت عائشة رضي الله عنها: هل تأكل المرأة مع زوجها وهي طامث؟ قالت: (نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فآكل معه وأنا عارك؛ وكان يأخذ العرق فيضعه على فيه؛ وأغترف به ثم أضعه، فيأخذه ويشرب منه ويضع فمه حيث وضعت من المعدن، ويدعو بالشراب فيشرب ثم آخذ القدح فأشرب منه، ثم أضعه فيأخذه فيشرب منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح).

فدلت هذه الآية أن المراد الاعتزال من الحيض جماعهن، وذلك أن اليهود والمجوس كانوا يجتنبون الحيض في كل شيء؛ وكانت النصارى يجامعونهن ولا يبالون بالحيض، فأمر الله تعالى بالاقتصاد بين هذين الآمرين (وخير الأمور أوسطها). قال أنس رضي الله عنه:

" لما أنزل الله تعالى: { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى } الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افعلوا كل شيء إلا الجماع " فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه ".

Página desconocida