[الزخرف:76].
إن الله لا يأمر بالفحشآء
[الأعراف:28]. ونظائر ذلك. فذكروا في الآية وجوها من المحامل والتأويلات:
أحدها: القصد الى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها، وأما إسناد الختم الى الله، فللتنبيه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها، كالشيء الخلقي غير العرضي، ولهذا قال:
بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون
[النساء:155]. ألا ترى الى قولهم: فلان مجبول على كذا، مفطور عليه؟ يريدون أنه بليغ في الثبات عليه.
وثانيها: إنه يكفي في حسن الإضافة أدنى سبب، والشيطان هو الخاتم بالحقيقة، أو الكافر. إلا ان الله تعالى لما كان هو الذي أقدرهم على ذلك، أسند اليه الختم كما يسند الفعل الى المسبب.
قال صاحب الكشاف: إن للفعل ملابسات شتى، يلابس الفاعل والمفعول به، والمصدر والزمان والمكان والمسبب، فإسناده الى الفاعل حقيقة، والى غيره استعارة، لمضاهاتها الفاعل في ملابسته، فيقال: عيشة راضية، وشعر شاعر، ونهاره صائم، وطريق سائر، وبنى الأمير المدينة.
وثالثها: إنهم أعرضوا عن التدبر ولم يصغوا الى الذكر، وكان ذلك عند إيراد الله تعالى الدلائل، فأضيف ما فعلوا الى الله تعالى، لأن حدوثه إنما اتفق عند ايراده تعالى دلائله عليهم، كقوله تعالى في أهل التوراة:
فزادتهم رجسا إلى رجسهم
Página desconocida