قال صاحب الكشاف: هو الدلالة الموصلة الى البغية، واستدل عليه بوجوه ثلاثة:
بوقوع الضلالة في مقابله، قال تعالى:
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى
[البقرة:16]. وقال:
لعلى هدى أو في ضلال مبين
[سبأ:24]. وبأنه يقال " مهدي " في موضع المدح كمهتدي. ولو لم يكن من شرطه الايصال، لم يكن الوصف بالهدى مدحا لأحد، لاحتمال انه هدي فلم يهتد، وبأن " اهتدى " مطاوع " هدى " ، ولن يكون المطاوع على خلاف معنى أصله، كما يقال: كسرته فانكسر، وغممته فاغتم.
والجواب عن الأول: إن الفرق بين الهدى والاهتداء معلوم، فمقابل الهدى الإضلال، لا الضلال.
وعن الثاني: المنتفع بالهدى يسمى مهديا، لأن الوسيلة إذا لم تفض إلى المقصود، كانت نازلة منزلة المعدوم.
وعن الثالث: بالنقض، فإن الإيتمار مطاوع للأمر، يقال: امرته فأتمر، وليس من شرط الأمر حصول الايتمار. وبالمعارضة بقولك: هديته فلم يهتد.
تحقيق فيه اشارة
Página desconocida