157

[الأنعام:91]. لاحتمال كونه حالا من فاعل أنزل أو جاء.

والفرق الآخر، أن القرآن هدى للمتقين، لم يكاشف بأسراره عند تجلي أنواره إلا الخواص والمقربون من عباده، وهم المحبوبون وأهل المشية الإلهية كما قال:

نهدي به من نشآء من عبادنا

[الشورى:52].

وأما سائر الكتب فيشارك في هداها الجمهور من الناس لقوله:

هدى للناس

[البقرة:185]. والقرآن أيضا لاشتماله على الكتاب لما قد مر أنه كلام وكتاب جميعا، يشارك في هداه الناس، وكذا قال تعالى:

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات

[البقرة:185]. وقد مر في المفاتيح نظير هذا المرام.

والهدى في الأصل مصدر على وزن فعل كالسرى والبكا، ومعناه الدلالة. وقيل: بل الدلالة الموصلة الى المطلوب. والكلام من الجانبين مذكور والانتقاض بالآيتين مشهور.

Página desconocida