53

Tafsir

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Géneros

Exégesis

[49]

قوله عز وجل : { وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب } ؛ يعني نجينا أسلافكم ؛ وإنما عدها منة عليهم ؛ لأنهم نجوا بنجاتهم. وقرأ إبراهيم النخعي : (نجيتكم) على التوحيد. و(آل فرعون) أشياعه وأتباعه وأسرته وعشيرته وأهل بيته. وفرعون هو الوليد بن مصعب ، وكان من العماليق ؛ جمع عملاق ، وهي قبيلة.

وقوله عز وجل : { يسومونكم سوء العذاب } أي يكلفونكم ويذيقونكم أشد العذاب وأسوأه ؛ وذلك أن فرعون جعل بني إسرائيل خدما وخولا. فصنف يبنون ؛ وصنف يحرثون ويزرعون ؛ وصنف يخدمونه ، ومن لم يكن منهم في عمل من هذه الأعمال فعليه الجزية ، فذلك سوء العذاب. وقيل : إنهم كلفوا الأعمال القذرة.

وقيل : تفسيره ما بعده : { يذبحون أبنآءكم ويستحيون نسآءكم } ؛ وقرأ ابن محيص : (يذبحون) بالتخفيف. ومن قرأ بالتشديد فعلى التكثير ؛ وذلك أن فرعون رأى في منامه نارا أقبلت من بيت المقدس فأحرقت مصر وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل : فسأل الكهنة ، فقالوا : يولد في بني إسرائيل غلام ؛ يكون هلاكك على يديه. فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل ؛ وترك كل أنثى ؛ ففعلوا ذلك. وأسرع الموت في مشيخة بني إسرائيل ؛ فقال القبط لفرعون : إن الموت وقع في مشيخة بني إسرائيل وأنت تذبح صغارهم فيوشك أن يقع العمل علينا ؛ فأمروا أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة ؛ فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها ؛ فترك. وولد موسى في السنة التي يذبحون فيها.

قوله : { ويستحيون نسآءكم } أي يتركوهن أحياء فلا يذبحوهن بل يستخدموهن. وقيل : معناه يستحيون من الحياء الذي هو الرحم ؛ فإن القوم كانوا ينظرون إلى فروج نساء بني إسرائيل فيعلموا هل هن حبل أم لا!!

قوله : { وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم } ؛ يعني في سومهم إياكم سوء العذاب محنة وفتنة عظيمة. وقيل : معناه : وفي إنجاء آبائكم منهم نعمة عظيمة. والبلاء ينصرف على وجهين : النعمة والمحنة. قال الله تعالى : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة }[الأنبياء : 35].

Página 53