52

Tafsir

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Géneros

Exégesis

[48]

قوله تعالى : { واتقوا يوما } ؛ معناه : واخشوا يوما ؛ أي عذاب يوم ، { لا تجزي نفس عن نفس شيئا } ؛ أي لا تكفي ولا تغني. وفيه إضمار ؛ تقديره : واتقوا يوما لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئا من الشدائد والمكاره. وقيل : معناه : لا تغني نفس مؤمنة ولا كافرة عن نفس كافرة شيئا.

قوله تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } ؛ لأنها كافرة ، وكانت اليهود تزعم أن آباءهم الأنبياء ؛ كإبراهيم وإسحق ويعقوب يشفعون لهم ؛ فآيسهم الله تعالى بهذه الآية. وقرأ أهل مكة والبصرة (تقبل) بتاء التأنيث (الشفاعة). وقرأ الباقون بالياء بتقديم الفعل ؛ أو لأن تأنيثه غير حقيقي. وقرأ قتادة : (لا يقبل منها شفاعة) بياء مفتوحة ، ونصب ال(شفاعة) يعني لا يقبل الله.

قوله تعالى : { ولا يؤخذ منها عدل } ؛ أي فداء كما كانوا يأخذون في الدنيا. وسمي الفداء عدلا ؛ لأنه يساوي المفدى ويماثله ، قال الله تعالى : { أو عدل ذلك صياما }[المائدة : 95] والفرق بين العدل والعدل : أن العدل بكسر العين : مثل الشيء من جنسه ، وبفتحها بدله ؛ قد يكون من جنسه أو من غير جنسه ، مثل قوله : { طعام مساكين أو عدل ذلك صياما }[المائدة : 95]. وقوله { ولا هم ينصرون } ؛ أي لا يمنعون من عذاب الله.

Página 52