وذلك مهلك لهم.
والله أعلم.
وقد قال الله تعالى ﷿ في حق من افترى على عائشة ﵂ ﴿والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم﴾ وقال: ﴿وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم﴾ وقد اختلف في مريم ﵍: هل هي صديقة لقوله تعالى: ﴿وأمه صديقة﴾ أو نبية لقوله تعالى: ﴿فأرسلنا إليها روحنا﴾ .
وقوله: ﴿إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك﴾ الآية.
وعليه فيكون الافتراء عليها عظيم أعظم والبهتان في حقها أشد.
وفيه يكون الهلاك حقًا.
فعلى هذا الحد الذي ذكرناه من التأويلين يكون تمني الموت في حقها جائز، والله أعلم.
وأما الحديث فإنما هو خبر: أن ذلك سيكون لشدة ما ينزل بالناس، من فساد الحال في الدين، وضعفه وخوف ذهابه، لا لضر ينزل بالمرء في جسمه أو غير ذلك، من ذهاب ماله مما يحط به عنه خطاياه.
ومما يوضح هذا المعنى ويبينه قوله ﵇: «اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت - ويروى أدرت - في الناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون» .
رواه مالك ومثل هذا قول عمر ﵁:
1 / 118