وتقدست صفاتها، على صفة ذلك عن إبراهيم وأشارت إلى تهوين الأمر عليه، وتبين ما خفف عنه، صلوات الله وسلامه عليه، فقال: أما إنا قد هونا عليك يا إبراهيم وما وصفه الحق ﷻ بالهون فلا أهون منه، كما ما كبره وعظمه فلا أكبر ولا أعظم منه، ولا فرق بين أن قال: موتًا هينًا وملكًا عظيمًا كبيرًا، وقال في نعيم الجنة ﴿وإذا رأيت ثم رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا﴾ فكما أنه لا أكبر من ملك الجنة.
كذلك لا هون من موت الخلة، والله أعلم.
فصل: إذا ثبت ما ذكرناه.
فاعلم: أن الموت هو الخطب الأفظع، والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع، وأنه الحارث الأهذم للذات والأقطع للراحات، والأجلب للكريهات، فإن أمرًا يقطع أوصالك، ويفرق أعضاءك، ويهدم أركانك، لهو الأمر العظيم، والخطب الجسيم، وإن يومه لهو اليوم العظيم.
ويحكى أن الرشيد لما اشتد مرضه أحضر طبيبًا طوسيًا فارسيًا
1 / 165