الإحساسات في اجتراع الغصص والمرارات فإحساس روحاني للروحانيات كما يجده النائم في سنته، أو الغصة الوجيعة تغصه في نومته فيغص منها في حال رقدته ويتململ ذلك إلى حين يقتظه، حتى إذا استيقظ لم يجده شيئًا ووجد الإنس عنده فأزال ألمه، ووافاه أمانه ونعمه، وإحساس علوي قدسي كما يجده الوسنان الروحانية.
وهو ما لا يدركه العقل البشري إلا توهما، ولا يبلغه التحصيل إلا تخيلًا وتوسمًا، وإحساس بشري سفلي إنسي وجني، وهو ما لا يكاد أن توصف شدائده، وغصصه، فكيف وقد قالوا بالغصة الواحدة منه كألف ضربة السيف فما عسى أن ينعت ويوصف وهذا الذي لا يمكن أن يعرف؟ والخلق أيضًا في هذا الإحساس فرق، يختلفون باختلاف المنازل والطرق، فالفرقة الإسلامية في نفسها لا تجد منه غير الإسلامية، ثم الإسلامية نفسها لا تجد منه النبوية، كما تجد التبعية.
ثم النبوية في ذاتها ومقاماتها إحساساتها تختلف على حكم الكلمة وصدق القيا باختلاف التقديم والتفضيل، قال الله تعالى ﴿تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات﴾ الآية.
وقد نبهت الخلة الذاتية عزت سبحاتها،
1 / 164