الغاية. فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء، لك ووكلت الاخبار عنك إلى علم الناس بك (١٣٠) عن العتبى، قالَ أسر معاوية رجلا من أصحاب علي يوم صفين، فلمّا أقيم بين يديه قالَ: الحمد لله الذي أمكن منك. قالَ لاتقل ذاك، فانها مصيبة. قالَ وأى نعمة أعظم من أن يكون الله أظفرني برجل قتل في ساعة واحدة جماعة من أصحأبي؟ اضربا نقه، فقال الرجل: اللهم اشهد أن معاوية لم يقتلني فيك، ولا لانك ترضى قتلى، ولكن قتلني في الغلبة على حطام الدنيا، اللهم فان فعل فافعل به ما هو أهله، وان لم يفعل فافعل به ما أنت أهله. فقال معاوية: قاتلك الله، لقد سببت فأوجعت في السب، ودعوت فأبلغت في الدعاء، خليا عنه.
(١٣١) وعن أبى عبيده، عن يونس، قالَ كان زياد اذا ولى رجلًا عملًا قالَ له: خذ عهدك، وسر إلى عملك، واعلم أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع خلال، فاختر لنفسك: انا ان وجدناك أمينا ضعيفًا استبدلنا بك لضعفك، وسلمتك من معرتنا أمنتك، وان وجدناك قويًا خائنًا استهنا بقوتك، وأحسا على خيانتك أدبك،
1 / 151