La comida en el mundo antiguo
الطعام في العالم القديم
Géneros
وكانت النساء يشاركن في جلسة الشراب الإغريقية، ولكنهن كن «هيتاراي» أو محظيات، وكن يمثلن المثيرات الجنسية في جلسة الشراب، وكان وجودهن يبرز عنصر المتعة في المناسبة؛ ومن ثم، كانت جلسات الشراب ذات النظام المتزمت - مثل جلسة الشراب الخيالية التي تحدث عنها أفلاطون في كتابه، وجلسات الشراب التي وردت في كتاب أثينايوس - تخلو من «هيتاراي» أو المحظيات. كانت النساء يحضرن المآدب الرسمية «سيناي» وحفلات الشراب «كونفيفيا» في روما، كما ناقشنا في الفصل الثاني، ومع ذلك يبدو أن ثمة ضوابط كانت تفرض على احتساء النساء للخمور في عصر الجمهورية (فاليريوس ماكسيموس 2، 1). وكان هناك قانون يتعلق بالتقبيل، ويتيح للزوج اختبار ما إذا كانت زوجته تشرب الخمور. وتحدثت الحكايات المقصود بها العبرة عن نساء من المتصور أنهن يشربن الخمر؛ وكانت هذه من الموضوعات التي تثير القلق والتأمل الأيديولوجي في العقل الروماني، ربما على نحو يماثل الحاجة إلى سن قوانين الإنفاق التي تحد من إنفاق النساء على الملابس وغيرها من السلع. كان الجميع في عصر الجمهورية - وكذلك في البلدان الإغريقية - يخشى أن تكون ثمة حاجة لفرض قيود على النساء.
وكانت جلسة الشراب - كما رأينا - تقترب من الفوضى واختلال التوازن. يستشهد أثينايوس بفقرات من المسرح الكوميدي حيث تتمادى الشخصيات في شرب الخمر إلى حد انفلات زمام الأمور. ترد وقائع يرويها المؤرخون والخطباء عن خروج الأمور عن نطاق السيطرة بسبب شرب الخمور (طيمايوس في كتاب أثينايوس، وديموسثينيس 54). ويتحدث أفلاطون بوضوح عن هذا الموضوع في كتابه «القوانين»؛ ففي الجزء الأول - الذي تعقد فيه مقارنة بين تناول الطعام الجماعي في إسبرطة وكريت، وتناول الطعام واحتساء الشراب في المدن الإغريقية الأخرى في أجواء فوضوية - توصف جلسة الشراب بأنها أخطر مثال لنقص الضوابط والانغماس في المتعة. وهذا هو رأي الخطباء من إسبرطة وكريت، وهي مجتمعات لا تتبع عادة جلسة الشراب فيما يبدو؛ أما الخطيب الأثيني، فيسهب في الحديث عن جلسة الشراب.
والأدلة الأثرية المتعلقة بجلسات الشراب متنوعة للغاية، وهي تشمل أوعية المزج والأقداح وغيرها من أدوات المائدة الخزفية وبعض الأعمال المعدنية. وتوجد أدلة قوية أيضا على وجود غرف مخصصة لاحتساء الخمور في المنزل الإغريقي والروماني، وغرف لاحتساء الخمور في المباني العمومية، ومتاجر نبيذ عثر عليها في المدن الإغريقية وفي مدن بومبي وهركولانيوم وأوستيا (راجع الفصل الثاني).
ويرتبط الكثير من أنماط تناول الطعام ووسائل الترفيه بجلسة الشراب. وكانت جلسة الشراب هي المرحلة التي تجهز فيها الموائد الثانية؛ يصف لنا أركستراتوس ذلك في الشذرة 60 أولسون وسينس (ترجمه إلى الإنجليزية: ويلكنز):
دائما زين الرأس بكل أنواع الأكاليل في العيد، وزينه بكل ما تنتجه الأرض الخصبة من زهور. عطر شعرك بالعطور المقطرة الراقية، وانثر طوال اليوم الرماد الطري لصمغ المر والبخور، تلك الفواكه العطرة الوافدة من سوريا. ودعهم يقدموا لك هذه الأطباق اللذيذة وأنت تشرب الخمر: معدة أنثى خنزير ورحمها مسلوقين بالكمون والخل اللاذع والسيلفيوم، ولحم طيور مشوية طري، أيا كان النوع المتوافر في ذلك الوقت من العام. ولا تعبأ بهؤلاء السيراقوسيين الذين لا يشربون إلا كما تشرب الضفادع ولا يأكلون شيئا. كلا، لا تنخدع بما يقولونه، بل تناول الأطعمة التي أقدمها لك. كل ما عدا تلك الأطايب «تراغيماتا» هو من علامات الفقر المدقع، مثل الحمص المسلوق والفول الأخضر والتفاح والتين المجفف. ومع ذلك، فإنني أستحسن الكعكة المسطحة التي نشأت في أثينا، وإذا لم تستطع الحصول على كعكة من هناك، فاذهب وأحضر كعكة من مكان آخر وابحث عن شيء من عسل أتيكا، فهو الذي يضفي عليها رونقها الذي تزدهي به. هذا هو أسلوب الحياة الذي ينبغي أن يتبعه الحر، والبديل هو أن تنزل تحت الأرض وتحت الجحيم والعالم السفلي حيث الدمار، وتتوغل تحت الأرض على عمق عدد لا يحصى من الاستديوم.
شكل 6-4: مريد جامح من مريدي ديونيسوس يحاول أن يوازن قدحا من النبيذ فوق عضوه التناسلي. يصور هذا الرسم التخطيطي لفرانسوا ليزاراغ المقتبس من رسم على مزهرية المحتوى الجنسي الذي ربما تتسم به جلسات الشراب القديمة، ويصور كذلك أهمية التوازن أثناء احتساء الخمر. يجب مراعاة الفارق الطفيف الذي يفصل بين السكر المتحضر بصحبة الأصدقاء وبين فقدان السيطرة الناجم عن السكر. (للاطلاع على أمثلة فنية أخرى، راجع ليزاراغ 1990.)
ويمكننا أن نلاحظ أصنافا مختلفة من أطباق المائدة الثانية - على سبيل المثال - في الأوصاف الكوميدية وفي كتب أثينايوس (راجع ويلكنز 2000) وغيره، بما في ذلك المحار الذي يقدم في مأدبة تريمالكيو الرسمية.
وكان الإغريق في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد يتوقعون - فيما يبدو - وجود وسائل الترفيه (سواء أكانت شعرا أم أحاجي أم راقصات أم فلسفة) في مرحلة جلسة الشراب. ويبدو أن بعض المآدب الفاخرة التي شهدها العصر الهلنستي كانت تختلف عن هذا النمط (راجع كارانيوس وسيمفونية أنطيوخوس الرابع الظاهر (في الفصل الثاني)، وأثينايوس). وبحلول العصر الروماني بدأ شرب الخمور ووسائل الترفيه يتخللان المأدبة بأكملها، فيما يبدو، وليس مرحلة جلسة الشراب فحسب. يقدم تريمالكيو كل شيء؛ بدءا من إلقاء أبيات من شعر هوميروس، إلى الموسيقى السيمفونية والعروض البهلوانية. أما بلينوس الأصغر فيصف وسائل الترفيه الراقية التي تتخلل بعض المآدب والرقصات الخليعة في مآدب أخرى. وكانت المناقشات الفلسفية موجودة في بعض المآدب الفاخرة في العصر الروماني، كما يذكر أثينايوس، وربما تتسم المأدبة بأكملها بفكرة رئيسية، ومثال ذلك ما فعله الإمبراطور دوميتيان بعد انتصاراته المفترضة على الداقيين. كانت تقدم للناس العاديين مآدب عشاء عمومية وتؤدى أمامهم ألعاب منفرة في ساحة المدرج الروماني، وكانت تقدم لأعضاء مجلس الشيوخ والفرسان أطباق مميزة، مما يذكرنا بالعلاقة التي سبق مناقشتها التي تربط بين ديونيسوس والموتى (كاسيوس ديو 67، 9، ترجمه إلى الإنجليزية: كاري).
جهز غرفة يطغى السواد على كل جوانبها وسقفها وجدرانها وأرضيتها، وكان قد جهز أرائك بسيطة من اللون نفسه ووضعها على الأرضية العارية؛ ثم دعا ضيوفه وحدهم ليلا من دون خدمهم. وفي البداية، وضع بجوار كل منهم بلاطة على هيئة شاهد قبر تحمل اسم الضيف، ووضع أيضا مصباحا صغيرا كالذي يعلق عند القبور. وبعد ذلك، دخل صبية بهيو الطلعة عراة، وقد دهنت بشرتهم باللون الأسود هم أيضا، فبدوا وكأنهم أشباح، وأخذوا يدورون حول الضيوف في رقصة مهيبة، ثم اتخذوا أماكنهم عند أقدام الضيوف. وبعد هذا كله، قدم إلى الضيوف كل ما يقدم عادة في طقوس تقديم القرابين لأرواح الموتى، وكلها أشياء لونها أسود وفي أطباق من اللون نفسه؛ ومن ثم، استبد الخوف بالضيوف جميعا، وأخذوا يرتجفون خوفا، وسيطر عليهم توقع بأنهم سيتعرضون للقتل في اللحظة التالية، وران عليهم صمت مطبق فيما عدا دوميتيان، وكأنهم قد صاروا في عالم الموتى، وأخذ الإمبراطور نفسه يتحدث عن موضوعات تتعلق بالموت والقتل فقط.
توجد أيضا أدلة كثيرة على اجتماع وسائل ترفيه مع تناول الطعام واحتساء الشراب لأفراد المجتمع الأقل شأنا، سواء أكان في مآدب عامة - مثلما يذكر ديو - أم في الفنادق والحانات. والأدلة المتعلقة بمدينة بومبي وغيرها من المدن الإيطالية فيما يخص النرد والراقصات والعشيقات والعازفين وغير ذلك من وسائل الترفيه جمعها كليبرج (1957).
Página desconocida