============================================================
الفقيه أحمد للشيخ علي تأدب، وكان الفقيه يجعل جمله في آخر القافلة حتى إذا مر بمنقطع أزال ما به من تعب وعطش وغير ذلك، ومن كثرة تردده بالقافلة من اليمن إلى مكة والمدينة، أقام أهل تلك البلاد بعد موته مدة طويلة يسمون من جاء إليهم من قوافل اليمن، قافلة ابن عجيل: ومن كراماته ما حكاه الامام اليافعي في كتاب نشر المحاسن، ان بعض أصحاب الفقيه كان غائبا في بلد بعيد، فنوى يوما نية غير صالحة فرماه الفقيه بقردة من قبقابه الى موضعه الذي هو فيه، فلما راها عرفها وعرف ان الفقيه قد اطلع على حاله، فتاب ورجع عما كان نوى، وجاء الى الفقيه بالفردة واعتذر منه، ولا يخفى ما في ذلك من الكرامات المتعددة، منها اطلاعه على حاله، ومنها بلوغ التبقاب إلى مسافة بعيدة، ومتها حفظ الرجل عما هم به الى غير ذلك : ومن كراماته، ما حكاه القاضي جمال الدين الريي قال: رأيت بخط الشيخ الامام جمال الدين الأسنوى عالم مصر، قال: لما كان الليلة المسفر صباحها عن يوم الحادي عشر من شهر شعبان الكريم سنة تسع وسبعين وستمائة، رأيت ركبا نازلا في فضاء من الأرض والناس يهرعون إليهم، فقلت: ما هذا الركب؟ فقيل لي ركب السي فسارعت اليه فرأيت النبي جالسا وعن مينه وشماله رجلان وقدامه رجل جات على ركبتيه، وبيده كتاب يقرأ فيه على النبي، فقبلت يد النبي ي فدعا لي بدعاء خفيف، وتأخرت فوقفت مع جماعة مستقبلين النبي فقلت لرجل منهم: من هؤلا، الجلوس مع النبي؟ فقال: أما الذي عن يمينه فأبو بكر والذي عن يساره عمر بن الخطاب، والذي قدامه رجل صالح يقال له حذ بن موسى بن عجيل، فقلت، نال درجة الشيخين، فقال: نعم نال درجة الشيخين، فقبض بيدي يباسطني قبضا شديدا حتى استيقظت، قال: وكان رجل من أهل اليمن حكى لي أن بعض الصالحين قال: بخ بخ! فقلت لمن يا سيدي؟
فقال: لاحمد بن موسى بن عجيل، نال درجة الشيخين أبي بكر وعمر، فداخلتني هيبة عظيمة من هذه الحكاية الى أن رأيت ما رأيت، فنسأل الله العظيم أن ينفعنا ببركته.
Página 60