============================================================
أيضا فقلت: يا رسول الله أي الدرسة هم، فقال درسة العلم فقلت: يا رسول الله فدرسة القرآن؟ فقال: أولئك أصفياء الله.
وكان الفقيه نفع الله به مع جلالة حاله كثير التزوج حتى كان يقول لاولاده: لا تتزوجوا من نساء زبيد إلا بكرا فإني أخشى أن تقعوا مع بعض من قد تزوجت بها. وكان يقول زهدت في كل شيء إلا المرأة الحسناء والداية النفيسة وبالجملة فأحوال الفقيه وكراماته لا تتحصر. وفيما ذكرناه كفاية ان شاء الله تعالى وكانت وفاته في ذي الحجة سنة ست وتسعين وستمائق، ودفن في قرية الضحي، وقبره هنالك مشهور مقصود للزيارة والتبرك من جميع أتنحاء اليمن رحمه الله تعالى، ونفع به وبسائر عباده الصالحين، وله في القرية المذكورة ذرية أخيار مباركون نفع الله بهم امين.
أبو المعروف إسماعيل بن إيراهيم ين عبد الصمد الجبرتي الزبيدي مولدا ومنشأ، العقيلي نسبا، الشيخ الكبير العارف بالله تعالى، المربي شيخ شيوخ الطريقة على الاطلاق، وإمام أهل الحقيقة بالاتفاق، صاحب الكرامات الخارقة، والأحوال الصادقة، صحب في بدايته جماعة من المشايخ الأكابر، وظهرت عليه بركتهم، وفتح عليه يفتوحات كثيرة، حتى لحق من قبله وفات من بعده، وصار فريد دهره ووحيد عصره، وصحبه جمع كثير وانتفعوا به، ولم يكن له نظير من مشايخ اليمن في كثرة الأتباع، والأصحاب، من الملوك والولاة والعلماء، وغيرهم من عامة أهل البلد وكراماته، أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر، وقد جمعها بعض أصحابه في جلد، ونحن نشير الى شيء من ذلك على جهة الاختصار.
من ذلك ما يحكى عن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ الكيير عبدالله بن اسعد اليافعي، آنه قال: اجتمعت مرة برجل من رجال الله تعالى، على الكثيب الأبيض من ناحية أبين، فكاشفني بأشياء كثيرة، وتكلم عن سري بشيء، فسألته
Página 101