Caja del mundo
صندوق الدنيا
Géneros
وإذا ما لامكم مستغرب
فدعوا اللائم يذهب للجحيم
فدنا «هرمز» منه وأومأ إليه أن كف ثم قال: «إن هذا لا يليق، ومن واجبك أن تندب كالباقين.»
قال مستغربا: «أندب؟ أأندب الحظ الذي أتاح لي هذه النزهة الظريفة؟»
قال هرمز: «إن سلوكك شائن. فأرسل عولة أو اثنتين على الأقل فما يجوز أن تشذ عن المألوف.»
قال زميلي: «حسن. سأفعل.»
ثم وضع كفه على خده وانطلق يصيح: «وا أسفاه على ثوبي المرقع الذي لا يقي في شتاء ولا ينفع في صيف! وا حزاناه على الحفا! لن أجوب الطرقات بعد اليوم متضورا من الصباح إلى المغيب، ولن أنام على الأفاريز وأتوسد الحجارة وأسناني تصطك من البرد، من ترى سيرث عكازتي التي كنت أتوكأ عليها؟ ويختال في مرقعتي التي كنت أخطر في هلاهيلها!»
فمضى هرمز عنه ساخطا لاعنا ورحنا نحن نضحك.
وإنا لكذلك وإذا «بشارون» ينادي هرمز ويصيح به: إن الزورق يوشك أن يغرق من ثقل ما يحمل. فماذا يفعل؟
فوقف هرمز كالأبله حائرا، ثم وثب رفيقي وقال: «تعال ننقذ شارون فإنا مدينون له.»
Página desconocida