Summary of the Explanation of the Principles of Rulings
خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام
Investigador
-
Editorial
-
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
Géneros
الحديث الثالث
عن عبد الله بن عمر ﵄: "أن تلبية رسول الله ﷺ: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، قال: وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها «لبيك وسعديك والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل»؛ معنى (التلبية): الإجابة.
وعن ابن عباس ﵄ قال: "لما فرغ إبراهيم ﵇ من بناء البيت قيل له: أذِّن في الناس بالحج، قال: ربِّ، وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعليَّ البلاغ، قال: فنادى إبراهيم: يا أيها الناس، كُتِب عليكم الحج إلى البيت العتيق، فسمعه مَن بين السماء والأرض، أفلا ترون أن الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون"؛ رواه ابن أبي حاتم.
وفي رواية: "فأجابوا بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وأوَّل مَن أجابه أهل اليمن، فليس حاجٌّ يحجُّ من يومئذ إلى أن تقوم الساعة إلا مَن كان أجاب إبراهيم يومئذ".
قال ابن المنير: وفي مشروعية التلبية تنبيهٌ على إكرام الله - تعالى - لعباده، بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاءٍ منه ﷾.
قوله: "وكان ابن عمر يزيد فيها ... " إلى آخره، فيه دليلٌ على جواز الزيادة على ما وَرَد عن النبي ﷺ في ذلك، قال الشافعي: ولا ضيق على أحد في قول ما جاء عن ابن عمر وغيره من تعظيم الله ودعائه، غير أن الاختيار عندي أن يفرد ما روي عن النبي ﷺ في ذلك.
قال الحافظ: وهو شيبهٌ بحال الدعاء في التشهُّد فإنه قال فيه: «ثم ليتخيَّر من المسألة والثناء ما شاء»؛ أي: بعد أن يفرغ من المرفوع، انتهى.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: كان من تلبية رسول الله ﷺ: «لبيك إله الحق لبيك»؛ أخرجه النسائي وابن ماجه.
قوله: «لبيك وسعديك»؛ أي: إجابة بعد إجابة، وإسعادًا بعد إسعاد.
* * *
1 / 177