La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes

al-Ganadi d. 732 AH
168

La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigador

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Número de edición

الثانية

فِي جَمِيع الْآفَاق وافتقد قَوْله ﷺ إِن الله يبْعَث لهَذِهِ الْأمة على رَأس كل مئة من يجدد لَهَا معالم دينهَا قَالَ ابْن خلكان فَكَانَ يُقَال فِي عصره إِن الله بعث عمر بن عبد الْعَزِيز على رَأس المئة من الْهِجْرَة فأظهر كل سنة وأمات كل بِدعَة وَمن الله على رَأس المئتين بِالْإِمَامِ الشَّافِعِي فأظهر السّنة وأخفى الْبِدْعَة وَمن الله تَعَالَى على رَأس الثلاثمائة بِأبي الْعَبَّاس بن سُرَيج فَقَوِيت بِهِ كل سنة وضعفت بِهِ كل بِدعَة وَذَلِكَ من ابْن خلكان إِشَارَة إِلَى الْخَبَر الْمُتَقَدّم وَكَانَ لَهُ مَعَ فضائله نظم حسن هَكَذَا قَالَ ابْن خلكان وَكَانَت وَفَاته لخمس بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وثلثمئة بِبَغْدَاد وَدفن بسويقة غَالب بالجانب الغربي بِالْقربِ من محلّة الكرخ وعمره سَبْعَة وَخَمْسُونَ سنة وَسِتَّة أشهر وَحكي أَن سَبَب الْبركَة فِيهِ أَن جده سُرَيج كَانَ رجلا صَالحا اشْتهر بالصلاح الوافر وَكَانَ رجلا أعجميا لَا يعرف من الْعَرَبيَّة شَيْئا فَرَأى الْبَارِي ﷾ فِي مَنَامه وَكَانَ لَهُ مِنْهُ خطاب قَالَ لَهُ فِي الْأَخير يَا سُرَيج طلب كن فَقَالَ يَا خداي سر بسر قَالَهَا ثَلَاثًا وَهَذَا لفظ أعجمي مَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ يَا سُرَيج اطلب فَقَالَ يَا رب رَأس بِرَأْس كَمَا يُقَال رضيت أَن أخْلص رَأْسا بِرَأْس وَأما شَيْخه الْأنمَاطِي فَهُوَ أَبُو الْقَاسِم عُثْمَان بن سعيد بن بشار الْأنمَاطِي نِسْبَة إِلَى الأنماط وَبَيْعهَا وَهِي الْبسط الَّتِي تفرش وَقيل اسْمه عبيد الله بن أَحْمد بن بشار قَالَه ابْن خلكان عَن أبي حَفْص عمر بن عَليّ المطوعي فِي كِتَابه الْمُهَذّب فِي ذكر أَئِمَّة الْمَذْهَب بعد أَن صدر كَلَامه بتسميته بعثمان تفقه بِمصْر على الْمُزنِيّ والمرادي قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ هُوَ سَبَب نشاط النَّاس بِبَغْدَاد لتحفظ كتب مَذْهَب الشَّافِعِي والمثابرة عَلَيْهَا وَبِه تفقه ابْن سُرَيج وَكَانَ إِمَامًا مُبَارَكًا كَبِيرا وَكَانَت وَفَاته بِبَغْدَاد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ومئتين

1 / 226