============================================================
مذا القعل فى ماحت الالفاظا، اعلم ان اللفظا قسمان: مهمل كأسماء حروف الهجاء، ومستعمل وهو قسمان: مركب: وهو ما دل جزؤه جزء معناه وهو تقييدي، نحو( الحيوان الناطق)، وهو المقيد في اكتساب التصور، فهو في قوة المفرد.
وخبري: في نحو زيد قائم ومفرد: وهو عكس المركب أي ما لا يدخل جزؤه على جزء معناه (كزيد وقام، وهل)، وهي آقسام المفرد الثلاثة، لأنه إما أن لا يستقل بالمفهومية بالحرف والأداة، وإلا فإن دل على زمان معين فالفعل، وإلا فالاسم.
ثم المفرد إما كلي، أو جزيي: فالكلي: هو الذي لا يمنع نفس تصور معناه وقوع الشركة فيه سواء استحال وجوده في الخارج كاجتماع الضدين أو أمكن ولم يوجد، (كبحر من زئبق)، (وجبل من ياقوت)، أو وجد منه واحد مع إمكان غيره كالشمس، أو استحالته كالدلالة، أو كان كثيرا متناهيا كالانسان وغير متناه كالعدد.
أو الجزئي: ما يمنع نفس تصور معناه من وقوع الشركة فيه ويسمى الحقيقي، كزيد، فان ذاته يستحيل جعلها لغيره.
ثم الكلي إذا كان مندرجا في حقيقة جزثياته سمي ذاتيا، كالحيوان بالنسبة لزيد وعمرو مثلا، إذ هو جزء حقيقتها وإن لم يندرج، بل كان خارجا عن الحقيقة سمي عرضيا كالكاتب مثلا فإنه ليس داخلا في حقيقة زيد وعمرو، وأما ما كان عبارة عن مجموع الحقيقة فلا يسمى ذاتيا ولا عرضيا، بل واسطة ونوعا، كالانسان فإنه عبارة عن مجموع الحقيقة من جس وفصل وهي الحيوانية والناطقية.
وقولنا: (مستعمل الألفاظ) البيت، احترازا من المهملة (وأول) في البيت الثاني ميتدأ وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعه في معرض التفصيل، وقولنا: (جزء معناه) وهو بضم الزاي لغة في الجزء ويها قريء قوله تعالى:
Página 54