وهكذا أسلمته ظروفه لان يكون هدف المقاطعة من بعض ، وهدف العداء المسلح من آخرين ، وهدف الخذلان الممقوت من الاتباع ( فلا اخوان عند النجاء ، ولا أحرار عند النداء ).
وأي حياة هذه التي لا تحفل بأمل ، ولا ترجى لنجاح عمل. وقد أزمع فيها الترحال عباد الله الاخيار ، الذين باعوا قليلا من الدنيا لا يبقى ، بكثير من الآخرة لا يفنى.
فسمع وهو يقول ( اللهم عجل للمرادي شقاءه ) وسمع وهو يقول ( فما يحبس أشقاها ان يخضبها بدم أعلاها )، وسمع وهو يقول ( أما والله لوددت ان الله أخرجني من بين أظهركم وقبضني الى رحمته من بينكم ).
وسلام عليه يوم ولد. ويوم سبق الناس الى الاسلام. ويوم صنع الاسلام بسيفه. ويوم امتحن. ويوم مات. ويوم يبعث حيا.
وترك من بعده لولي عهده ، ظرفه الزمني النابي ، القائم على اثافيه الثلاث فقر الأنصار. والعداء المسلح. والمقاطعة الخاذلة.
Página 50