ابن ابي وقاص ( المرقال )، وسهل بن حنيف ، وثابت بن قيس الانصاري ، وعقبة بن عمرو ، وسعد بن الحارث بن الصمة ، وابي فضالة الانصاري ، وكعب بن عمرو الانصاري ، وقرضة بن كعب الانصاري ، وعوف بن الحارث بن عوف ، وكلاب بن الاسكر الكناني ، وابي ليلى بن بليل .... واضراب هؤلاء من قادة الحروب وأحلاس المحاريب ، الذين انكروا الظلم ، واستعظموا البدع ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وتسابقوا الى الموت في سبيل الله ، استباق غيرهم الى المطامع في سبيل الدنيا.
ومن الخير ، أن ننبه هنا ، الى ان جميع هذه الصفوة المختارة كانت قد استشهدت في ميادين علي عليه السلام ، وان ثلاثا وستين بدريا استشهد معهم في صفين (1) وحدها ، وان أضعاف هذه الاعداد كانت خسائر الحروب المتعاقبة مدى ثلاث سنوات.
فما ظنك الآن ، بذلك الامل الذي كان يداعب الحسن عليه السلام بوجود الانصار ، وهل بقي للحسن بعد هذا الا الشجى المكتوم ، مضاعفا على تضاعيف الايام.
اما معسكر علي عليه السلام ، فقد نكب نكبته الكبرى ، حين أصحر من خيرة رجالاته ، ومراكز الثقل فيه.
واما دنيا علي عليه السلام ، فقد عادت لسقيا الغصص وشرب الرنق على حد تعبيره هو فيما ندب به أصحابه عند مصارعهم .
وتلفت علي الى آفاقه المترامية التي تخضع لامره ، فلم يجد بين جماهيرها المتدافعة ، من ينبض بروح اولئك الشهداء ، أو يتحلى بمثل مزاياهم ، اللهم الا النفر الاقل الذي لا يناط به أمل حرب ولا أمل سلم.
ولولا قوة تأثيره في خطبه ، وعظيم مكانته في سامعيه ، لما تألف له بعد هؤلاء جيش ، ولا قامت له بعدهم قائمة.
Página 49