Sū' al-Khuluq
سوء الخلق
Editorial
درا بن خزيمة
Número de edición
طبعة ثانية منقحة ومزيدة
Géneros
الذلة احتمال الأذى على وجه يذهب بالكرامة.
أما الحلم فهو إغضاء الرجل عن المكروه، حيث يزيده الإغضاء في أعين الناس رفعة ومهابة.
سياسة الحلم لا بطش يكدرها ... فهو المهيب ولا تخشى بوادره١.
فالعفو إسقاط حقك جودا، وكرما، وإحسانا مع قدرتك على الانتقام، فتؤثر الترك؛ رغبة في الإحسان ومكارم الأخلاق.
بخلاف الذل؛ فإن صاحبه يترك الانتقام عجزا، وخوفا، ومهانة نفس، فهذا غير محمود، بل لعل المنتقم بالحق أحسن حالا منه٢.
٢١ـ السخاء:
فالسخاء محبة ومحمدة، كما أن البخل مذمة ومبغضة، فالسخاء يجلب المودة، وينفي العداوة، ويكسب الذكر الجميل، ويخفي العيوب والمساوئ.
وإن كثرت عيوبك في البرايا ... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ... يغيطه كما قيل السخاء٣.
فإذا ما اتصف الإنسان بالسخاء زكت نفسه، ولانت عريكته، وقاده ذلك إلى أن يترقى في مكارم الأخلاق ومدارج الفضيلة؛ فالسخي قريب من كل خير وبر.
ولهذا كان الأكابر يبادرون إلى تلك الخلة، ويحرصون كل
١ انظر رسائل الإصلاح١/١٨٦.
٢ انظر: الروح لابن القيم، ص٣٥٩.
٣ ديوان الشافعي، ص١٦.
1 / 113