Simon de Vries » - وكان ميسور الحال، قد عرض عليه، حين اقتربت منيته دون أن يكون له وريث، أن يجعله وريثا لكل ماله، فرفض هذا العرض، ولم يقبل - بعد إلحاح شديد - إلا معاشا ضئيلا، نقصه هو ذاته فيما بعد بمحض إرادته. •••
فالصورة الأولى التي ينبغي أن تمحى، ونحن بصدد البحث في حياة اسپينوزا، هي صورة الفيلسوف المعدم أو الزاهد كراهية في الحياة. والصورة الثانية التي ينبغي إزالتها، هي صورة المفكر المنعزل المتباعد عن أحداث عصره.
فقد كان اسپينوزا مندمجا في شئون عصره كل الاندماج؛ إذ اتصل بكل الجمعيات الفكرية والدينية ذات الآراء المتحررة، وكان له دور فعال فيها، بل كانت آراؤه وكتاباته تعد من أقوى الدعامات التي ارتكزت عليها هذه الجمعيات، وهو ثانيا قدا تصل بمجموعة كبيرة من رجال عصره المرموقين في ميادين الفكر والعلم والسياسة. وأخيرا؛ فقد كانت له شهرته الكبيرة في هذه الأوساط، وكان أثناء حياته شخصية هامة يسعى إلى لقائها كثير من مريدي الثقافة في كافة أنحاء البلاد الأوربية.
أما عن الطوائف الفكرية والدينية التي اتصل بها اسپينوزا وساهم فيها بدور فعال، فأولها هي طائفة «المجمعيين أو المحفليين
Collegiants » وكان مركزها بلدة «رينسبرج» حيث اعتكف اسپينوزا بعد رحيله عن أمستردام، ويرجع اسم هذه الطائفة إلى أنها كانت تطلق على كل مجموعة منها اسم «المجمع أو المحفل
Collegia » بدلا من أن تسميها «كنيسة ». وقد عملت هذه الطائفة على التخفيف من غلواء الكلڨينية، ولا سيما في فكرة «الجبر». وقد ظهرت حركتها سنة 1619م عندما أعلن الأخوان «فان در كوده
Van der Kodde » أنهما ليسا بحاجة إلى رجال دين أو لاهوت لمعرفة الله؛ إذ إن الروح الإلهية كامنة في الجميع، ولكل نفس الحق في فهمها والتحدث عنها.
8
ومثل هذا يقال عن الطائفة «المينونية
Monnonites »، وهي طائفة تنسب إلى «سيمون مينو
Página desconocida