Sources of the Prophet's Biography
مصادر تلقي السيرة النبوية
Editorial
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Géneros
تعدموا ذكرها" (١) .
لقد ظهر منهم أجيال جعلت عنايتها حفظ هذه السيرة العطرة وروايتها وتدوينها وكانوا يتناقلونها جيلًا بعد جيل، وطبقة بعد طبقة بأسانيدها وطرقها المختلفة حتى توافر لدينا قدر هائل، وثروة عظيمة، وميراث صحيح عن سيرة سيد الكائنات ﷺ.
ففيما يتعلق بنسبه الشريف ﷺ، وَقَفوا عند قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾، وفي قراءة شاذة: ﴿أَنفُسِكُمْ﴾ [التوبة:١٢٨]، فهو نسيب وحسيب، وسيد عظيم من ساداتهم، فهو خيرهم نفسًا وخيرهم أبًا (٢)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ﴾ [آل عمران:٣٣-٣٤]، فهو المصطفى من جهة الآباء والأمهات، والأجداد، والعشيرة، والقبيلة، والقوم (٣)، فهو خيار من خيار، خرج من نكاح ولم يخرج مِنْ سِفاح، من لدن آدم إلى أن ولده أبوه وأمه (٤) .
وتحدث القرآن الكريم عن طفولته ويفعه، وعناية الله له في هذه الطفولة
_________
(١) شرح المواهب: ١/٤٧٣.
(٢) المقصود حديث العباس ﵁ الذي رواه الترمذي، والإمام أحمد عن العباس نفسه وفيه:" فجعلني في خيرهم بيتًا وخيرهم نفسًا"، انظر: الترمذي: ٨/٦٥٣، ومسند أحمد: ٤/١٦٦.
(٣) المقصود حديث واثلة بن الأسقع ﵁، الذي رواه الإمام مسلم عن واثلة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" انظر صحيح مسلم: ٤/١٠٧)، صحيح الترمذي: ٥/٣٦، ٦/٣٦.
(٤) المقصود حديث عبد الله بن عباس ﵁، الذي رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى: أن النبي ﷺ قال: "ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شيء، ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام"، انظر المعجم الكبير: ١٠/٣٢٩، سنن البيهقي: ٧/١٩٠.
1 / 3