أَخْلَاق الْمُلُوك ويتعايرون بِهِ من أَخْلَاق السفلة وَعرف آدَاب المجالسة وآداب المؤاكلة والمحادثة والمعاشرة
رَفِيق الصَّبِي
وَيَنْبَغِي أَن يكون مَعَ الصَّبِي فِي مكتبه صبية من أَوْلَاد الجلة حَسَنَة أدابهم مرضية عاداتهم فَإِن الصَّبِي عَن الصَّبِي ألقن وَهُوَ عَنهُ آخذ وَبِه آنس
وَانْفَرَدَ الصَّبِي الْوَاحِد بالمؤدب أجلب الْأَشْيَاء لضجرهما فَإِذا راوح الْمُؤَدب بَين الصَّبِي وَالصَّبِيّ كَانَ ذَلِك أنفى للسآمة وَأبقى للنشاط وأحرص للصَّبِيّ على التَّعَلُّم والتخرج فَإِنَّهُ يباهي الصّبيان مرّة ويغبطهم مرّة ويأنف من الْقُصُور عَن شأوهم مرّة
ثمَّ يحادث الصّبيان والمحادثة تفِيد انْشِرَاح الْعقل وَتحل مُنْعَقد الْفَهم لِأَن كل وَاحِد من أُولَئِكَ إِنَّمَا يتحدث بأعذب مَا رأى وَأغْرب مَا سمع فَتكون غرابة الحَدِيث سَببا للتعجب مِنْهُ والتعجب مِنْهُ سَببا لحفظه وداعيا إِلَى التحدث بِهِ
ثمَّ أَنهم يترافقون ويتعارضون الزِّيَارَة ويتكارمون ويتعاوضون الْحُقُوق وكل ذَلِك من أَسبَاب المباراة والمباهاة والمساجلة والمحاكاة
1 / 103