فِي دور التَّمْيِيز
فَإِذا اشتدت مفاصل الصَّبِي واستوى لِسَانه وتهيأ التَّلْقِين ووعى سَمعه أَخذ فِي تعلم الْقُرْآن وصور لَهُ حُرُوف الهجاء ولقن معالم الدّين
وَيَنْبَغِي أَن يروي الصَّبِي الرجز ثمَّ القصيدة فَإِن رِوَايَة الرجز أسهل وَحفظه أمكن لِأَن بيوته اقصر ووزنه أخف
وَيبدأ من الشّعْر بِمَا قيل فِي فضل الْأَدَب ومدح الْعلم وذم الْجَهْل وعيب السخف وَمَا حث فِيهِ على بر الْوَالِدين واصطناع الْمَعْرُوف وقرى الضَّيْف وَغير ذَلِك من مَكَارِم الْأَخْلَاق
مؤدب الصَّبِي
وَيَنْبَغِي أَن يكون مؤدب الصَّبِي عَاقِلا ذَا دين بَصيرًا برياضة الْأَخْلَاق حاذقا بتخريج الصّبيان وقورا رزينا بَعيدا من الخفة والسخف قَلِيل التبذل والاسترسال بِحَضْرَة الصَّبِي غير كز وَلَا جامد بل حلوا لبيبا ذَا مروؤة ونظافة ونزاهة قد خدم سراة النَّاس وَعرف مَا يتباهون بِهِ من
1 / 102