وانه احد الاربعة الذين وصلوا إلى تيهرت متكفلين بأمر المعتزلة وتقدم قوله إني لا اعرف فارسا يبارزني من فاس إلى مصر وكان ذا باس وشدة وشجاعة فهأبوه وكان ذا عدل واستقامة فلما حضرته الوفاة ارسلوا إلى الإمام أن يولي عليهم فاجابهم أن يختاروا افضلهم واولاهم بامور المسلمين ويسموه وكتبوا اليه انه ليس مثل أبي عبيدة لهذا الأمر عبد الحميد الجناوني فارسل الإمام اليهم أن يولوه بأمره فاجتمعوا إلى أبي عبيدة واخبروه بما كتب به إلى الإمام وما امرهم به من توليتهم اياه على انفسهم أن يقضي بينهم بكتاب الله وسنة نبيه واثار الصالحين فأجابهم بان قال أنا ضعيف أنا ضعيف ولا اطيق القيام بأمور المسلمين فارسلت نفوسة إلى الإمام بامتناعه وقوله أنا ضعيف أنا ضعيف فاجابهم وحلف بالله بلغة العرب وبلغة العجم وبلغة البربر أن لا يقلد المسلمين وامورهم الا رجلا يقول أنا ضعيف أنا ضعيف فكتب إلى أبي عبيدة يأمره بالدخول في امور المسلمين كذا قال أبو زكريا وفي سير نفوسة إن أبا عبيدة استعذر بانه ضعيف المال ضعيف البدن ضعيف العلم وقولهما إن الإمام كتب اليه أن كنت ضعيف البدن فادخل في امور المسلمين يقوي الله بدنك وان كنت ضعيف العلم فعليك بابي زكريا يصلتن التوكيتي وان كنت ضعيف المال فبيت المال يسعك ويسع غيرك فلما ورد عليهم جواب الإمام اجتمعوا إلى أبي عبيدة وقالوا لا يسعك الا الدخول في امور المسلمين وطاعة امامك فقال امهلوني حتى استشير فاتى عجوزا معروفة بالعلم والورع والدين تسكن
Página 182