الناس خلفا ورد أهل الخير ذلك فان من ولى خلفا من غير رضا امامه فقد أخطأ سيرة المسلمين ومن أبي من توليته فقد أصاب فاذا اتاكم كتابي هذا فليرجع كل عامل استعمله منكم السمح على عمالته التي ولى عليها الا خلفا حتى يأتيه أمري وتوبوا إلى ربكم وراجعوا التوبة لعلكم تفلحون)).
فلما وصل كتابه طرابلس وعلموا ما فيه من تصويب من وقف عن توليته وتخطئة من ولاه ورجوع كل عامل إلى عمله كاتبوه ثانيا أن يجوز لهم ما فعلوا من توليته فاجابهم بانه: ((لايسعنى في ما بيني وبين ربي ولو وسعني لفعلت)) فافرد كتابا لخلف يامره فيه بتقوى الله وان يعتزل امر المسلمين كافة وارسله إلى جماعة المسلمين بطرابلس وكتابا آخر فيه توليته وامرهم أن يدفعوا اليه الاول فان اطاع وامتثل دفعوا اليه الثاني وان أبي تركوه في غيه حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين فلما قرأ الكتاب الأول أبي واستكبر فاجتمع الذين ولوه وكتبوا إلى أبي سفيان محبوب بن الرحيل يستفتونه اذ هو يومئذ واسطة العقد وراس من بالمشرق من اصحابنا والمقدم في الامور بعد الربيع وابي المهاصر وابي غسان وابي ايوب فلما علم مافي كتابهم اجابهم بتخطئة من ولى خلفا وامرهم بتقوى الله وطاعة امامهم فلما وصل اليهم جوابه انكروا امامة عبد الوهاب من غير حدث وزعموا إن إمامهم خلف واعتلوا إن حوزة طرابلس منقطعة عن حوزة تيهرت وبعيدة منها فلما أبو من قبول الحق استعمل الإمام أبا الحسن ايوب بن العباس وقد تقدم بعض أخباره
Página 181