============================================================
القرآن في كل يوم مقدار مثتي آية، ثم يذكر الله كثيرا إما جهرا (إن كان من أهل الجهر) أو خفية إذ كان من أهل الخفية، ومقام الخفية يكون بعد حياة القلب ونطقها [61[ب) 1 ابلسان السركما قال الله تعالى وأذكروه كما هد كم} (سورة البقرة 198/2] طرفة عين منذ أنزلتي دار الاختيار والفكر والاعتبار لتنظر ما أقدم لدار الخلود والقرار، والمقامة مع الأخيار، فأنا عبدك فاجعلني يا رب عتيقك من النار . إلهى لا أذكر منك إلا الجميل ، ولم أر منك إلا التفضيل، خيرك لي شامل، وصنعك لي كامل، ولطفك لي كافل، وبرك لي غامر، وفضلك علي دائم متواتر ، ونعمك عندي متصلة لم تخفر لي جواري، وأمنت خوفي، وصدقت رجايي، وحققت آمالي، وصاحبتني في أسفاري، وأكرمتني في أحضاري، وعافيت أمراضي، وشفيت أوصابي، وأحسنت متقلبي ومثواى ، ولم ثشبت بي أعداتي وخسادي، ورميت من رماني بسوه ، وكفيتني شر من عاداني ، فأنا أسألك يا الله الآن أن تدفع عني كيد الحاسدين، وظلم الظالمين ، وشر المعاندين. إلهي لم ثعن في قدرتك ، ولم تشارك في الوهيتك، ولم تعلم لك ماهية، ولا خحرقت الأوهام حجب الغيوب إليك فأعتقد منك محدودا في مجد عظمتك لايبلغك بعد الهمم، ولا ينالك غوص الفطن، ولأ ينتهى إليك بصر ناظر في مجد جبروتك، ارتفعت عن صفات المخلوقين صفات قدرتك، وعلا عن ذكر الذاكرين كبرياء عظمتك، فلاينقص ما أردت آن يرداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينقص، لا أحذ شهدك حين فطرت الخلق، ولا ند ولا ضد حضرك حين برأت النفوس، كلت الألسن عن تفسير صفتك، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك ، وكيف يوصف كنه صفتك يارب وأنت الله الملك الحبار القدوس الآزلي الذي لم يمزل ولا يزال أزليا باقيا أبديا سرمديا دائما في الغيوب ، وحدك لا شريك لك ليس فيها أحد غيرك ولم يكن إله سواك، حارت في بحار بهاء ملكوتك عميقات مذاهب التفكر، وتواضعت الملوك لهيتك، وعنت الوجوه بذلة الاستكانة لعزتك ، وانقاد كل شيء لعظمتك، واستسلم كل شيء لقدرتك، وخضعت لك الرقاب، وكل دون ذلك تعبير اللغات ، وضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات ، فمن تفكر في إنشائك البديع وثنائك الرفيع وتعمق في ذلك رجع طرفه اليه خاسيا حسيرا، وعقله بهوتا، وتفكره متحيرا أسيرا . اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما متواليا متواترا متضاعفا متسعا متسقا، يدوم ويتضاعف ولا ييد، غير مفقود لي الملكوت، ولا مطموس في المعالم، ولا منتقص في العرفان، فلك الحمد على مكارمك التي لا تحصى، ونعمك التي لا تستقصى في الليل إذا أدير، والصبح إذا أسفر، وفي البر والبحار، والغدو والأصال، والعشي والابكار، والظهيرة والأسحار، وفي كل جزء من أجزاء الليل والنهار. اللهم لك الحمد، بتوفيقك قد أحضرتي النجاة ، وجعلتى منك في ولاية العصمة ، فلم أبرح في مبوغ تعمائك وتتابع آلائك محروسا بك في الرد والامتناع، ومحفوظا بك في المنعة والدفاع . اللهم إتي أحمدك إذا لم تكلفي فوق طاقتي، ولم ترض مني استطاعتي، وأقل من وسعي ومقدرتي ، فإنك أنت الله الملك الحق الذي لا إله إلآ أنت لم تغب ولا تغيب عنك غائبة، ولن تخفى عليك خافية، ولن تضل عنك في ظلم الخفيات ضالة، إنما أمرك إذا أردت شيئأ أن تقول له كن فيكون . اللهم لك الحمد حمدا كثيرأ دائما مثلما حمدت به نفسك ، وأضعاف ما حمدك به الحامدون، وسبحك به المسبحون، ومجدك يه الممجدون ، وكبرك به المكبرون، وهللك به المهللون ، وقدسك به المقدسون، ووحدك به الموحدون، وعظمك به المعظمون، واستغفرك به المستغفرون، حتى يكون لك متي وحدي في كل طرفة عين وأقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين، وتوحيد أصناف الموحدين والمخلصين 129 سر الأسرار (8)
Página 130