============================================================
ضالة الحكيم اخذها حيث وجدها"(1) والكلمة التي في أفواه العوام نزلت من اللوح المحفوظ وهو عالم الجبروت من الدرجات، والكلمة التي في أفواه الرجال الواصلين نزلت في اللوح الاكبر بلسان القدس بلا واسطة في القربة، فكل شيء يرجع إلى (25/ب] أصله ، ولذلك طلب أهل التلقين فرض بحياة / القلب كما قال رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة "(2) والمراد منه علم المعرفة والقربة والبواقي من العلوم الظاهرة لا يحتاج إليها إلا ما يؤدي (بها] الفرائض كما الميت بنور الحكمة كما يحبى الأرض الميتة بوابل المطر، . وقال : رواه الطبراتي في " الكبير" . وأخرج أبو نعيم في "الحلية، ج72/8، عن جابر رضي الله عنه (موقوفا ومرفوعا) قال رسول الله ع : * لا تجلسوا عند كل عالم إلا إلى عالم يدعوكم من خمس إلى خمس : من الشك إلى اليقين ، ومن الرياء إلى الاخلاص، ومن الرغية إلى الزهد ، ومن الكبر إلى التواضع، ومن العداوة إلى النصيحة" . وذكره الغزالي في " الإحياء"، ج 263/1 .
(1) أخرج القضاعي في "مسنده " ، ج 65/1 ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله لة: " كلمة الحكمة ضالة كل حكم ، وإذا وجدها فهو أحق بها" . وأخرج الترمذي في " الجامع الصحيح، كتاب العلم ، باب : ما جاء في فضل الفقه على العبادة، 2687 ، عن أبي هريرة [رضي الله عنه) قال : قال رسول الله : "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن ، فحيث وجدها فهو أحق بها (2) قطعة من حديث . أخرجه ابن ماجه في " سننه "، كتاب المقدمة، باب : فضل العلماء والحث على طلب العلم، 224، عن أنس بن مالك رضي الله عنه . وتتمته : ".. وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجحوهر واللؤلؤ والذهب" . قال المناوى في " فيض القدير" ، ج267/4: قال السهروردتي في عوارف المعارف) (17) : اختلف في العلم الذي هو فريضة؛ فقيل : هو علم الاخلاص ومعرفة آفات النفس، وما يفسد العمل؟
لأن الاخلاص مامور به، كما أن العمل مأمور به ، وخدع النفس وغرورها وشهواتها يخرب مباني الاخلاص، فيصير علمه فرضا. وقيل : علم نحو البيع والشراء . وقيل : علم التوحيد بالنظر والاستدلال والتقل . وقيل : علم الباطن، وهو ما يزداد به العبد يقينأ ، وهو الذي يكتسب بصحبة الأولياء ، فهم وارث المصطفى . قال الغزالي في "منهاج العابدين" ، 87 : اعلم أن العلوم التي طلبها فرض في الجملة ثلاثة : علم التوحيد، وعلم السر- أعني ما يتعلق بالقلب ومساعيه - وعلم الشريعة، وأما حد ما يجب من كل واحد منها فالذي يتعين فرضه من علم التوحيد مقدار ما تعرف به أصول الدين . وهو أن [تعلم) أن لك إلها عالما قادرا مريدا حيا متكلما سميعا بصيرا واحدا لا شريك له ، متصفا بصفات الكمال، منرها عن النقصان والزوال ، ودلالات الحدوث، منفردا بالقدم عن كل محدث، وأن محتدا عبده ورسوله، الصادق فيما جاء به عن الله تعالى وتقدس ... وأما الذي فرضه من علم السر فمعرفة مواجبه ومناهيه، حتى يحصل لك تعظيم الله تعالى والاحلاص له والنية وسلامة العمل... وأما ما يتعين من علم الشريعة فكل ما يتعين عليك فرض فعله وجب عليك معرفته لتؤديه كالطهارة والصلاة وما فوق ذلك من العلوم فرض كفاية 7
Página 75